العدد 1215 - الإثنين 02 يناير 2006م الموافق 02 ذي الحجة 1426هـ

هل يحتاج عالم الدين إلى مستشارين في علم السياسة والاقتصاد؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لتوضيح ما كتبته أمس» إني لا أدعو الى ترك عالم الدين التدخل في السياسة، ولكن ما أطرحه وأصر عليه ضرورة ان يكون عالم الدين يتحرك وفق اطار مؤسسة علمية محاطة بالمستشارين في السياسة والاقتصاد وغيرها من العلوم. خصوصا اذا كان عالم الدين يريد ان ينظر في السياسة ويتدخل في القضايا التي تمس مصالح العباد على طريقة بابا الفاتيكان» لأن تداعيات خطاب عالم الدين سواء اكانت ايجابية او سلبية فإنها تعم على الجميع،على الصغير والكبير على التاجر وعلى الموظف على الوزير وعلى العامل وهكذا. وهذا الخطاب هو خطاب العقل. فالمحامي عندما يريد ان يصبح طبيبا لابد ان يدرس الطب واذا أراد يوما الحديث في الطب لابد ان يضع له مستشارا في الطب ليصحح ­ اقلها ­ مفردات خطابه وهكذا. حتى الفقه وعلوم القرآن تحتاج الى متخصصين، كما يركز ذلك علماؤنا الافاضل. انه لايجوز لغير الفقيه الافتاء في امور تتعلق بالقضايا الشرعية ذلك انطلاقا من قاعدة احترام التخصص واذا اراد احد الحديث في ذلك لابد ان يتأكد من صحة احاديثه الدينية عبر الرجوع الى عالم دين، وهذا عين الصواب. وهنا يأتي سؤال مهم اطرحه على مستوى العالم العربي وليس فقط على مستوى البحرين: من من علماء الدين يمتلك مستشارين متخصصين في السياسة والاقتصاد؟ قلة. انا لا اقول لا يوجد، واجزم انه يوجد ولكنهم قلة. إذاً، المطلوب من عالم الدين ان يوفر له متخصصين في السياسة والاقتصاد وجهازا وظيفيا يعمل على جلب المعلومات ويرصد الحوادث ويقدم البحوث في اي امر حتى لا يصبح الخطاب الذي يطرحه على البركة «مرة يصيب ومرة يخيب». فإن اصاب هنئ الناس وان اخطأ سقطوا في المحارق والله المستعان. الكل يتفق على ان اي موقف سياسي واي خطاب سياسي له تداعيات ­ بعيداً عن ايجابيته او سلبيته ­ على الجميع. وكل يوم تمر الامة الاسلامية بصور مختلفة من الحوادث الساخنة او الفتن اوالتنظيرات الخ... هل هناك عاقل سأل هذا المتحدث او ذاك: خطابك او موقفك جميل لكن هل جاء وفق عصف ذهني لعقول استراتيجية متنوعة ودراسة ملمة باوضاع المنطقة السياسية والاقتصادية؟ وهل هناك بحوث ومعلومات ودراسة للفعل وردة الفعل ام ان الخطاب جاء على البركة «آتري»؟ لا أحد يسأل. في العالم العربي لا أحد يحاسب أحداً. مرة الخطاب في اقصى اليمين ومرة في اقصى الشمال وبعد غد رعود وعواصف وتظن أن العالم مقبلا على تسونامي جديدة. تذهب فتسأل: وبعدين؟ تجاب: «لا ما في شي انفعال وانتهى والبقاء لله». سألت صاحبي: ماذا عن المشاركة اليوم؟ قال: «خلاص بنشارك». قلت له: لكن انت قبل 3 سنوات ونيف قلت ان المشاركة بيع لدماء الشهداء والناس تلقفت هذه المقولات وراحت تسب وتشتم في الانترنت المشاركين بأنهم باعوا دماء الشهداء. اجابني بدم بارد: اعتقد اليوم ان المشاركة هي دعم لدماء الشهداء لذلك سنشارك. قلت له: ياسيدي الفاضل، المطالبون بالمشاركة قبل 3 سنوات شبعوا ضربا وعضا وركلا وتخوينا ولم يدافع عنهم احد وشُهّر بهم في الانترنت وفي كل مكان. فقال: اجرهم على الله. سألته: هل المواقف السياسية في البحرين تأتي وفق دراسات واستشارات وتمحيص للامور ودراسة للمصالح والمفاسد ويتم مشاورة عقول متنوعة من المجتمع من اكاديميين وعلماء وتجار باعتبار ان التداعيات تقع على الجميع ام لا؟ اضرب لك مثالاً: البعض قال: مقاطعة، البعض قال: مشاركة. في المجلس الاعلى، الكل آمن بالدخول آخر قال: يحرم، على رغم موافقة العلماء «المتحفظون سابقا». اليوم «الوفاق» تستعد للمشاركة تحت مظلة دستور .2002 آخرون يطلبون دستورا جديدا. هكذا من غير طرح آليات. آخرون يريدون استفتاء. انا أسأل: هذه المواقف ­ مع احترامي للشخوص وانا اناقش فقط الاداء ­ هل تأتي وفق دراسات علمية استراتيجية على طريقة البابا ام على طريقة «مرة تصيب ومرة تخيب»؟ انا ادعو علماءنا الافاضل ان يضعوا لهم مستشارين في القانون والسياسة والاقتصاد وان يكون العمل وفق عمل مؤسسي حتى ننجح مشروعات الى الناس لان الخطابات المتنوعة والمتغيرة مثل طقس البحرين قد تؤدي الى احباط شديد للناس فيهربوا من الجميع.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1215 - الإثنين 02 يناير 2006م الموافق 02 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً