اليوم يطل علينا عام، جديد أعاده الله على المسلمين بالخير والأمان، في هذه السطور لا يسعني سوى أن استرجع وأتوقف عن محطات ومواقف أثرت على عالمنا العربي وأضافت زخما هائلا من المتاعب والمآسي التي كان لها طعم ولون آخر من الحزن الذي كان عنوان المرحلة السابقة، ورسم صورة أخرى من صور التدخل الأجنبي في تحديد وتقرير مصير أمتناً، فمن العراق وانطلاق العملية التشريعية تحت إدارة أميركية وسط سيل من الانفجارات الدموية التي ذهب ضحيتها مئات من الأبرياء العراقيين وكان أبشعها مأساة حادث جسر الأئمة الذي قتل فيه مئات من العراقيين.
نتجه صوب الجهة الشمالية نحو لبنان - وسورية إذ كان ملفهما من ابرز الملفات سخونة، فبدئاً من مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير دمشق وما نتج عنه من تشكيل لجنة تحقيق دولية يرئسها القاضي الألماني ديتليف ميليس وصولاً إلى استصدار القرار الذي يجبر سورية على التعاون مع لجنة التحقيق للكشف عن ملابسات وظروف مقتل الحريري. وكانت دمشق هي أول من وجهت إليها أصابع الاتهام في مقتله، مروراً بالجهة الجنوبية إلى السودان نجد أن أميركا تسعى دوماً إلى إثارة قضية دارفور.
أحد المحللين السياسيين للأوضاع العربية تنبأ بوقوع كارثة خطيرة تحدق بالمنطقة عموما وبمنطقة الخليج خصوصاً من خطر مساعي أميركا فرض هيمنتها وتدويل القضايا العربية الداخلية البحتة بهدف التدخل الذي يسمح بمزيد من العنف وإراقة الدماء ولا استقرار في هذه المنطقة مقارنه فيما لو رفضت تلك الدول من تدويل قضاياها والسماح بالتدخل الأجنبي في معالجة مشكلاتها، وأعطى المحلل مثالاً على ذلك كمنظمة «ايتا» في إقليم الباسك ورفض إسبانياً تحويل ملف «ايتا» إلى مجلس الأمن على رغم ما تقوم به تلك المنظمة من أعمال عنف، لكن مدريد ترفض تدخل الأجنبي خوفاً من تأثير ذلك سلبيا على سيادتها واستقلالها.
في الختام نأمل أن تكون هذه السنة الجديدة مليئة بالخير والبشرى على امتنا الإسلامية، وسنة بعيدة عن الكوارث والمخاطر... وكل عام وانتم بخير
العدد 1214 - الأحد 01 يناير 2006م الموافق 01 ذي الحجة 1426هـ