يصرح محدثنا التكفيري (الصريح جداً)، أنه في ذات الله وفي سبيل الله ومن أجل كلمة الحق لا تأخذه في الله لومة لائم. .. هذا الرجل (التائب) كما يقول هو عن نفسه، لا يألوا جهداً في مخاطبة الكتاب والصحافيين والإعلاميين والنشطاء حال قراءته موضوعاً يرى أنه يمتلك رأياً فيه. لكن، حقيقة، في كلامه ما يمكن اعتباره جهداً توثيقياً مهماً، فمحدثنا ينبه الى أن المنهج التكفيري بحاجة إلى معالجة جذرية، فقد تحول هذا التيار الى مرحلة جديدة وهي تكفير الدولة، وخصوصاً منذ أوائل عقد التسعينات عند دخول القوات الأميركية إلى البلاد واتهام ولاة الأمر بالعمالة، بعد ذلك اصدرت اللجنة الدائمة فتوى تجيز دخول القوات الأميركية، لكن حصل أن نشط ذلك التيار في اسقاط العلماء، إذ كانت البداية بإسقاط اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء، ونعني بالإسقاط هو إسقاط المهابة عنهم بحيث يقل احترامهم بين الناس، وبدأت الأوصاف السيئة تنهال على هيئة كبار العلماء بأنهم لا يفقهون الواقع وينبغي علينا «أن نبحث عن علماء آخرين غير هؤلاء العلماء»، يرى محدثنا أنه للتصدي لهذا التيار يجب ان نركز على الشباب وصغار السن ونوعيهم بخطر هذه التيارات ومدى خطورة الاندفاع نحوها، ويجب أن نتابع متابعة دقيقة الكتب والأشرطة في الأسواق، كما يجب أن يتفق علماء المسلمين وخطباؤهم من كل الطوائف على السير في الطريق الصواب لا النزاع والتفرق والتشرذم وتجزيء الأمة الى طوائف، وبودي أن أقول للمسئولين في وزارات الشئون الإسلامية في الخليج والكلام لصاحبنا: احرصوا على انتقاء الدعاة المتميزين أصحاب المناهج السليمة والتنسيق مع الأجهزة الإعلامية لاستضافة أولئك الدعاة والمشايخ لتوضيح المعتقدات الصحيحة المعتدلة من كل مذهب من باب حرية ممارسة المعتقدات والشعائر. حتى الآن، يرى هو أن علماء الأمة ومثقفيها لا يعملون بجد لتنوير المجتمع والتصدي لمثل هذه الأفكار، ولاسيما بعد أن تعرض عدد من الكتاب والمثقفين والمفكرين إلى مثل هذه الموجة من الإرهاب وتعرض بعضهم إلى الاغتيال، ويبدو له أن هذا ما جعل علماء الأمة ومشايخها في سكوت غريب مريب... أليس بينهم عالم عامل شجاع؟
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1208 - الإثنين 26 ديسمبر 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1426هـ