يوماً بعد يوم تؤتيك الأيام بما كنت تجهله سابقاً وكان في طي الكتمان، أصبح الآن على مسمع ومرأى الجميع لا يخفى على صغير أو كبير، فمنذ هجمات سبتمبر/ أيلول خول الرئيس الأميركي جورج بوش لنفسه السماح من دون وجه قضائي وقانوني بالتجسس والتنصت على الأميركان والأجانب داخل الأراضي الأميركية، الأمر الذي أثار حفيظة المشرعين الاميركيين، إذ أضافت تلك الفضيحة التي دقت باب البيت الأبيض مجدداً إلى مجمل الفضائح التي رافقت إدارة بوش فمنذ حرب العراق مازالت إلى اليوم تنكشف حقائق عما يدور في أروقة صناع القرار الأميركي، فمن ذريعة أسلحة الدمار الشامل الكاذبة إلى قضية التعذيب في سجن أبوغريب وغوانتنامو، وبعدها فضيحة تسريب اسم عميلة المخابرات فاليري بليم حتى آخرها ما أثير بشأن السجون السرية الموزعة على معظم الدول الأوروبية والزج بمن تصفهم واشنطن بالإرهابيين الذين ظلوا قابعين خلف أسوار سجون الظلام هذه في حقبة الحرب على الإرهاب التي دشنت إبان هجمات سبتمبر. الإدارة الأميركية دافعت بضراوة عن الفضائح على غرار آخر فضيحة وهي التجسس غير القانوني على المواطنين بهدف ­ وفقا لما ذهب إليه بوش ­ حماية الأميركان من الوقوع في فخ الإرهابيين واعتقال كل شخص على صلة بتنظيم «القاعدة». سجل القضية مازال حيوياً في الوقت الحالي وتداعياته مستمرة إلى وقت يحدد فيه بوش مجريات الأمور ويكشف للكونغرس تفاصيل الأمور ليضع النقاط على الحروف ويحسم الخلاف الذي كان له تأثير سلبي على شعبية بوش، إذ تدنت نسبة مؤيديه مقارنة بالأعوام السابقة، لكن سرعان ما فقهت إدارة بوش الوضع الحرج لها فبعثت بنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى جولة إقليمية آسيوية للإطلاع على مستوى التقدم الذي حدث أولاً في العراق ونجاح الانتخابات التشريعية حتى يطير بعدها إلى أفغانستان البلد الآخر الذي غزته أميركا لدحر نظام «طالبان» السابق ويبارك تشيني افتتاح أول برلمان أفغاني منتخب منذ ثلاثة عقود، ياترى هل ستفقه الإدارة مجدداً الوضع وتجيب على أسئلة المشرعين وتنجو كالشعرة من العجين فلننتظر ونرى