القرار الجائر الذي اتخذته إدارة السياحة بحق أحد المطاعم العائلية والقاضي بمنعه من إقامة حفلات اسبوعية غنائية يعتبر هدماً أكيداً لما تسعي إليه جاهدة حكومة البحرين في تسويق المملكة في الخارج على اعتبار أنها بلد سياحي يحترم تعاقداته ويوفر مناخاً ترفيهياً لزواره في حدود ما تسمح به العادات والتقاليد.

المطعم المعني... هو مطعم عائلي بكل المقاييس... يعني ليس من مطاعم التي يسمح فيها ببيع الكحوليات... وزبائن هذا المطعم من العائلات البحرينية والخليجية التي تريد أن تستمتع بعطلة نهاية الاسبوع في جو عائلي محترم وبهيج ووسط أنغام موسيقية... فما العيب أو الخطأ في ذلك؟

مع أني أعلم بأن إدارة السياحة تابعة لوزارة الإعلام ولكني لا أعرف من هو الشخص المسئول عن السياحة في بلادنا... لا أعرف من هو الشخص الذي يأخذ راتبه من خزينة الدولة على اعتبار أنه مسئول عن السياحة وتطويرها ولكننا لا نرى قراراته إلا في حالات المنع والتسكير... وهذا المسئول الحكومي عن السياحة ماذا عمل لنا لتطوير السياحة؟... وإذا هو فعلاً جاد في عمله ويعتقد أن القرارات الجائرة والتي يتخذها بحق المطاعم والفنادق هي قرارات صحيحة وفي صالح المملكة فليجلس معي ويقنعني...

أريد من هذا المسئول الذي منع حضور مطرب مشهور للغناء في مطعم عائلي لا يقدم المشروبات الكحولية أن يجيبني على عدة أسئلة... لماذا تم المنع الآن وأنتم سبق وسمحتم للمطعم نفسه بجلب مطربين من قبل؟... هل قراراتكم نابعة من قوانين أو هي فقط مزاجية، يوم نعم ويوم لا؟... ما هو الفرق بين الغناء في مطعم (ممنوع) والغناء في حفلات الأعراس مع الرقص (مسموح)؟.

إذا كانت إدارة السياحة تحني رأسها دائماً للضغوط المتشددة ، فلابد وأن تعلم بأن عملية الضغط ستنتهي... اليوم ممنوع مطرب يغني في مطعم ، وغداً ممنوع الذهاب للسيرك على اعتبار أن فيه شوية طرب ونساء يتشقلبون... وبعد غد ممنوع إقامة حفلات الأعراس لأن فيها طرباً وأغاني... وبعده ممنوع عرض أي فيلم غير إسلامي ويتخلله رقص أو أغاني في دور السينما... وإلي بعده ممنوع استقبال أية محطة تلفزيونية ما عدا محطة اقرأ... وممنوع أكل السندوتشات لأن الذي اخترعها كافر... وممنوع شرب المياه الحلوة لأن الذي اخترع ماكينة تحلية المياه كافر... وممنوع... وممنوع... والمطالب ستنتهي... وستتحول إدارة السياحة إلى إدارة النياحة... وستنوح وتلطم... تنوح وتلطم... حسرة على الأيام التي كانت فيها لدينا سياحة تستقطب الأموال وتوفر الكثير من فرص العمل لشبابنا العاطل عن العمل.

أنا لا أعرف المطعم المعني ولا أعرف إدارته ولا أدافع عنهم خصوصاً... ولكني أدافع عن مبدأ مهم فيه الكثير من الأهمية لبلادي ولمصلحة بلادي... وهذا المبدأ هو أن لا تبدأ شيئاً بدايته سهلة التنفيذ ونهايته صعبة التنفيذ.