مهما روجت وساقت «الذات النرجسية الطفيلية» من حروف وكلمات وعبارات وتبريرات وتأويلات سفسطائية ملتوية ومتعالية «وكأنها تملك كل الحقيقة»، ولاسيما بعد أن تكشف الغطاء عن ساتر الآخرين، لكي تتغطى به، مهما فعلت ذلك، فعورتها لا محال فاضحة وبشكل فاقع ووقح وفج، حتى لو أسبغت تلك «الذات» على شكلها ومضمونها المشروعية والعلمية، والموضوعية. فهي ومن دون أدنى شك موضع مساءلة وحساب «علني»، لا «سري». السبب وببداهة لا تحتاج إلى فطنة وذكاء، كونها تصادر حق وحرية الآخر في التعبير عن ذاته، في الزمن الذي يرغب والمكان الذي يريد، إن في سلوكها مساً بحقوق الفرد في المجتمع، بل يراه البعض «فعلاً إجرامياً، ولا أخلاقياً، وغير مقبول في مجتمع الحقوق والحريات الإنسانية». وهي باستمرار أي الذات النرجسية الطفيلية تتلصص على الآخر المختلف «وتبرر فعلتها»، وتتغذى وتعتاش على جسده، وتمارس عليه فعل السرقة بغرض تجسيد شكل أمثل «لنرجسيتها». والنرجسية في هذا المقام، هي صورة الذات الغارقة في عشق نفسها «بشكل مريض» ينفي الآخر، ولا يعبئ بوجوده ولا مشاعره. ولأن المجتمعات إنسانية قبل أن يحكمها العقل، والعقلانية فان الأخلاق في محيطها بقيت ومازالت منتصبة وشاهدة على فعلها كأداة تواصل فعالة وناجعة بين الإنسان وبني جنسه، ومع الطبيعة والأجناس المختلفة، لا بل حتى مع نقائضه، هذه حقيقة،هل تدركها «الذات النرجسية، الطفيلية، المريضة، العاشقة لنفسها»، حينما تكشف عن ساترها قبل ساتر الآخرين؟!.
إقرأ أيضا لـ "منى عباس فضل"العدد 1198 - الجمعة 16 ديسمبر 2005م الموافق 15 ذي القعدة 1426هـ