في حياة كل شعب وأمة أيام خالدات، تحتفي بها الشعوب والأمم مواعيد للفرح، لما لها من تأثير بالغ في ماضيها وحاضرها ومستقبلها. فحين يحتفل البحرينيون بعيدهم الوطني، فإنهم يتواعدون مع وطنهم ومليكهم في يوم خالد للفرح والعطاء، كان له ما قبله، وكان له ما بعده. أما ما كان له قبله فهو ذلك المخزون الوطني الهائل من العمل الوطني من أجل بلوغ الاستقلال وترسيخ هوية البلاد العربية الإسلامية. وكانت أسرة آل خليفة الكريمة في خضم ذلك العمل الوطني وطليعته، إذ قادت الشعب البحريني بكل حنكة واقتدار من أجل تحقيق الاستقلال وتكريس الهوية العربية للبحرين أرضاً وشعباً. أما ما كان له بعده، فهو هذا الذي يراه الناس بعيونهم في طول البلاد وعرضها من منجزات عظيمة في مختلف المجالات، فالنهضة العمرانية ملأت الأركان الأربعة للبلاد، والحركة الاقتصادية المزدهرة جعلت من البحرين مركزاً مالياً وتجارياً مرموقاً على مستوى المنطقة والعالم، وعملية التعليم والتطوير والتقدم والتحديث جارية على أوسع مدى ضمن خطط وبرامج طموحة ليس لها حدود. وبوسع المرء سواء كان مواطناً أم زائراً أم مقيماً أن يلمس بشكل مباشر شواهد هذا التقدم والتحضر والرقي في مختلف مجالات الحياة، ولابد أن تسترعي انتباهه أيضاً مساحة الحريات السياسية والاجتماعية الواسعة التي يتمتع بها الناس والتي اتاحها لهم دستور البلاد الحديث، الذي تم إقراره في العهد الزاهر لسيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم حفظه الله ورعاه. وحين يكون هذا المرء عربياً ومن الأردن تحديداً فإنه لابد أن يشعر بالاعتزاز والفخر لهذا المستوى المتقدم من التحديث والبناء الذي بلغته مملكة البحرين الشقيقة في جميع المجالات. فعلاقة الأردن والبحرين تجاوزت فعلاً مرحلة الوصف، ولابد لي في هذه المناسبة أن أؤكد حجم العلاقات الأخوية المتينة التي تربط مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية في جميع الميادين. هذه العلاقات التي يحرص على تقويتها وصيانتها وتعميقها باستمرار صاحبا الجلالة سيدي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وصاحب الجلالة سيدي الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم حفظهما الله ورعاهما. فهذان القائدان العربيان ضربا المثل بحق، في القيادة الحديثة والحكم الصالح ووضعا أسساً صلبة لعلاقات أخوية بينية بين البلدين تتشابك فيها المصالح وتتماهى الأهداف حتى غدت هذه العلاقات مضرب المثل فيما يمكن أن تكون عليه العلاقات بين البلدان الشقيقة. ويحق للبحرين أن تحتفل بعيدها الوطني وهي مرفوعة الرأس اعتزازاً بكل ما حققت وأنجزت، على أنه ما كان من الممكن تحقيق كل هذا الذي تحقق لولا أن الله سبحانه وتعالى حبا هذه البلاد الطيبة قيادة حكيمة متنورة تمثلت في شخص سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم ورئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الموقر، وولي العهد الأمين صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. هذه القيادة التي آمنت منذ البدء أن الإنجاز والفعل والعمل يجب أن يسبق القول والتصريح والشعار وتركت الحقائق تتحدث عن نفسها بنفسها. ويسرني في هذه المناسبة العظيمة باسمي شخصياً ونيابة عن أعضاء السفارة وأبناء الجالية الأردنية في البحرين أن أرفع أصدق التهاني وأعطرها إلى مقام سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم والشعب البحريني الشقيق، ضارعاً إلى الله العلي القدير أن يحفظ البحرين وشعبها وقيادتها ومليكها ويديم عليهم نعمته، إنه سميع مجيب
العدد 1197 - الخميس 15 ديسمبر 2005م الموافق 14 ذي القعدة 1426هـ
البحرينتاج راسي
ايه ربي يحفضج ي بحريننا ويخليج تاج روسنا وعز لنا ويديمج لنا ربنا