3,30 «انطلاق مسيرة الحقوق والكرامة والتي نظمها التحالف الرباعي، وبمشاركة المجلس العلمائي، في أول ظهور سياسي له». 3,55 «موسى عبدعلي» يلقي كلمة يستعرض فيها سيرته الذاتية، وفكرة تأسيس لجنة العاطلين عن العمل، وأهم الحوادث التي مرت بها حتى اختارت التظاهر أمام «الديوان الملكي»، وفي أثناء ذلك وصل الشيخ عيسى قاسم والسيد الغريفي. 4,02 مجموعة في منتصف المسيرة تقاطع «موسى عبدعلي»، حين بدا عليه التأثر في ذكر تفاصيل تعرضه للاعتداء، وشرعت المجموعة برفع شعارات مخالفة لما تبثه المنصة الرئيسية من شعارات رسمية. 4,16 يعاود موسى إكمال كلمته، ويطالب بألا تكون وعود وزير الداخلية بشأن التحقيق في حادث الاعتداء عليه مجرد وعود احتواء «صورية». 4,20 تعاود المجموعة مخالفة الشعارات الرسمية من المنصة، وتعلن المنصة أن القيادات الدينية تطالب المشاركين بالالتزام، بينما تستمر الشعارات المتضاربة لفترة قصيرة، ثم تهدأ. الحضور بعض الرموز الدينية والسياسية، ونائب برلماني واحد «عبدالهادي مرهون»،،، وكانت كاميرات تلفزيون البحرين «حاضرة»!!. أولاً: لهذه التظاهرة خصوصيتها السياسية، إذ إنها تعتبر الحضور السياسي الأول «للمجلس العلمائي». وهي أيضاً المبادرة التي تقدمت بها الجمعيات السياسية المعارضة، التي كانت «غائبة» عن مجريات الأحداث والصدامات الماضية بين قوى الأمن ولجنة العاطلين عن العمل ومناصريهم. كما أنها محاولة سياسية لاحتواء هذا الملف حتى لا تستثمره «حركة حق»، وعلى رغم أن بعض الرموز السياسية في «حركة حق» كانت مشاركة في التظاهرة، إلا أنه كان حضور يتصف بـ «الخجل»!!. ثانياً: الذي كان واضحاً للعيان هو أن هذه الكتلة التظاهرية هي كتلة «مفككة»، و«متشعبة الأطياف»، البعض فسر ذلك التخالف بأنه ظاهرة صحية، إذ إنه من الجميل أن تجتمع شتى هذه الأطياف المتخالفة تحت «مسيرة واحدة»، وآخرون يرونها دلالة على أن الجسم السياسي البحريني المعارض أضحى ممزقاً، وفي هذا التصور الكثير والكثير من التأويل والتحليل. إن التجاذبات في الشعارات كانت دلالة واضحة على أن الانشقاق في جسم المعارضة البحرينية أصبح حقيقة قارة وثابتة. ثالثاً: تعدد الملفات والزوايا، فالذي كان غالباً على الحدث، أنه لم يكن ذا توجه واحد، «الملف الدستوري»، «البطالة والتوظيف»، «التجنيس»، «الإسكان»، كلها ملفات كانت لافتاتها مرفوعة، وبالطبع كانت هذه التظاهرة المعقدة التركيب والتأسيس، مؤشراً هاماً على ما اعتقد على أن ذلك القليل من ضبط النفس في الشارع السياسي يكاد «يضمحل». رابعاً: لا أحد يتحدث عن الحوار، فالحكومة اختارت العمل «الفردي»، هي تكتب القوانين وتمررها عبر البرلمان بسهولة، والمعارضة تكتفي بالرد عبر الاحتجاجات والمظاهرات المتوالية، ولا أحد يريد أن يسمع لأحد. هذه الصورة من القطيعة إذا ما أضفنا لها تظاهرة الأمس «المعقدة التركيب والمضامين» تجعلنا على مقربة من أن يعلن كل طرف كفره بالطرف الآخر. لا ننسى، أن نشيد بمؤسستين من مؤسسات الحكومة وهما «الداخلية» و«الإعلام»، فالخطوات الأخيرة التي اتخذها وزيرا الداخلية والإعلام كانتا مؤثرتين، كذلك «المرجعية الدينية» للوفاق لعبت دور تصالحي توفيقي مميز، إلا أن الجسم السياسي البحريني مشلول منذ مدة، وعلى الجميع أن يقتنع أن الحوار المباشر أهميته اليوم، ويجب على شتى الأطراف أن تسعى للجلوس على طاولة المفاوضات من جديد، أو لعل القادم، سيكون «مراً» على الجميع!!
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1191 - الجمعة 09 ديسمبر 2005م الموافق 08 ذي القعدة 1426هـ