زهرات صغيرات في بداية دراستهن في المرحلة الإعدادية، عمر الزهرة منهن لا يتجاوز 21 عاماً. يمارس ضدهن إرهاب من قبل بعض معلماتهن، وللأسف الشديد في هذا الزمن حتى دروس العلوم والرياضيات تتحول إلى دروس في التربية الدينية، فالمدرّسة بدلاً من أن تتفرغ لتدريس المادة المكلفة بتدريسها، يكون همّها وشغلها الشاغل الحديث عن الحجاب، لا بل النقاب، المريلة لابد أن تكون طويلة، والقميص يجب أن تكون أكمامه طويلة، ولابد أن يربط ذلك بالجنة والنار، طبعاً ناهيك عن مدرّسات التربية الدينية اللاتي أصبحن من نوع خاص جداً، منقبات متخصّصات في التخويف من عقاب يوم القيامة. مدرّسات همهن الوحيد الجري وراء الصغيرات لتخويفهن ما لم يتنقبن. كيف لنا أن نتصوّر أن مدرّسة إعدادية، تخصّص دروس تقوية في التربية الدينية للفتيات غير المحجّبات، ويتركن لمدرسة منقبة (مع احترامنا التام لنقابها وخيارها) ملخص دروسها الطلب من الطالبات لبس الحجاب والنقاب وإلاّ فإن كل نبتة شعرة من الرأس ستشبّ فيها النيران التي لن تنطفئ. مدرّسات متخصّصات في لعن النصارى واليهود، وتعويد الطالبات الصغيرات على معاداة الآخرين والأخريات، من المنتسبين والمنتسبات للأديان السماوية الأخرى. يا ترى أين هي الهيئات الإدارية المسئولة في مدارسنا؟ أين هي وزارة التربية والتعليم عما يجري في تلك المدارس؟ إن كانت وزارتنا الموقرة تعلم ولا تتخذ الإجراءات اللازمة فتلك مصيبة... أما إذا كانت لا تدري فالمصيبة أعظم، نعتقد أن أمر الحجاب وأمر النقاب، مرهونٌ بالدرجة الأولى برغبة الأسرة وقناعاتها، أما أن تتم قي المدرسة تعبئة الصغيرات بهذا، فإن ذلك يخلق إشكالات للأسرة في تربية بناتهن. ونسأل: ماذا لو تم تخصيص أوقات الدروس الإضافية في التربية الدينية لتدريس فلذات أكبادنا ما ينفعهن من اللغات الأجنبية وعلوم الحاسوب والرياضيات؟ كانت المدارس في الستينات والسبعينات ساحة للنشاط المفيد، فنّ الرسم والنحت والموسيقى والتمثيل والخطابة، كيف لنا أن نتصور أن طالباتنا أصبحن لا يعرفن شيئاً عن الفنون الشعبية وعن تراثنا من هذه الفنون، وفي هذه الأيام المدرّسة تقول لطالباتها ان الرسم والنحت والموسيقى رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه، أما آن الأوان لوزارة التربية أن تقوم بدورها اللازم.
العدد 1190 - الخميس 08 ديسمبر 2005م الموافق 07 ذي القعدة 1426هـ