العدد 1189 - الأربعاء 07 ديسمبر 2005م الموافق 06 ذي القعدة 1426هـ

احتياجات نسائية لا أجندة دولية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة الذي عقد في بيجن في العام 1995 أسفر عن اتفاق على خطة عمل تمتد 5 سنوات لتعزيز تمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً إلى العمل على تحسين صحتها والنهوض بتعليمها وتعزيز حقوقها الزوجية والجنسية. وقد وضعت خطة عمل المؤتمر أهدافا محددة زمنيا تلزم بها الدول باتخاذ إجراءات ملموسة في مجالات مثل الصحة والتعليم والإصلاحات القانونية. كما شجع المؤتمر نحو 130 بلداً على طرح مبادرات جديدة للاضطلاع بخطة العمل منها برنامج في الولايات المتحدة يكلف 1,6 بليون دولار لمكافحة العنف ضد المرأة وإنشاء مجلس رئاسي معني بالمرأة بينما شدد المؤتمر على ضرورة التعجيل بتوفير حماية قانونية أكبر للمرأة. مناسبة عرض هذه المعلومات هو ان الموضوعات المتعلقة بتحسين أوضاع المرأة وقوانينها هي أجندة دولية ليست بجديدة على رغم أنه تم تنشيطها في الوقت الجاري بفعل المتغيرات التي طرأت في بعض أقاليم دول العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا. فهناك جهود نسائية تصب في هذا الإطار في بعض الدول العربية منها من تقدم ومنها ما بقى في محله سر لم يتقدم ولم يتأخر. وفي البحرين نجد أن الحراك النسائي بدأ يأخذ أطيافا ومطالب شتى تستدعي الاهتمام. فخلال السنوات الخمس الماضية حركت لجنة العريضة النسائية التي قادتها ومازالت الناشطة النسوية غادة جمشير ما يدور ويحصل داخل المحاكم الشرعية من تجاوزات تهضم حق المرأة وأبنائها لتصبح قضية رأي عام ومن ثم تصبح قضية دولية تتناقلها شتى المنظمات الإقليمية والدولية وهي حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها كمراقبين. بينما بدأت تدفع بعض الجهات الأهلية والحقوقية بإنشاء مراكز ايواء لاستقبال المعنفات من النساء لمعالجتهن واحتضانهن بصورة مؤقتة إلى حين تحسن أحوالهن وهي خطوة إيجابية لاعتراف المجتمع بالمشكلات التي تحدث لفئة من النساء. أيضاً هناك مطلب النساء القديم في الحصول على قانون للأحوال الشخصية أو ما يسمى بقانون أحكام الأسرة الذي غلب عليه اليوم جدل مذهبي بدلاً من جدل اجتماعي أي ليس ما كان عليه في أوائل الثمانينات. وهناك تقرير الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان الذي كشف في بعض البيوت عن ممارسات بغيضة تضر بجسد المرأة البحرينية عبر الختان وما روته نساء خضن تجربة الختان لـ «الوسط» قبل 5 أشهر تقريباً، وذلك في عالم يحدث داخل غرف النساء فقط لا يفقه منه شيء الرجل الذي قد يصدقه أو لا يصدقه. لكن بين هذا وذاك هناك من يسعى إلى تقديم صورا أخرى لتحسين أوضاع المرأة في البحرين من خلال تحسين العلاقة بين المرأة والرجل مثل مشروع «الزوجة الودود» الحديث الولادة، وذلك عبر نشر الثقافة الجنسية الصحيحة بين المتزوجين والمقبلين على الزواج الذي اعدته وتديره سيدة بحرينية متطوعة تدعى أمل عبيد عرفت بتنظيمها لدورات تطوير مهارات المرأة الزوجة وكيفية تأثير ذلك على سير علاقتها الزوجية، وذلك على مستوى بعض الجمعيات الأهلية والنسائية. هذا المشروع سيشارك فيه أطباء ومتخصصون في علم النفس والاجتماع، إذ من المقرر أن يطرح للنساء في منتصف الشهر المقبل. عبيد واحدة من نساء أكثر في البحرين تطمح أن تجد المرأة أكثر وعيا وأكثر حقوقا ومشروعها «الزوجة الودود» مازال ينتظر من يبادر باحتضانه أو تبنيه سواء عبر جهة رسمية أو جهة أخرى تدعم مشروعات مجتمعية وإنسانية تنصب في الصالح العام. هذه كانت نماذج وصور مختلفة لمطالب وحاجات تريدها النساء في البحرين قبل أن تكون حاجة أو مطلباً دولياً وهو الواقع الذي قد يرفضه أو يستنكره البعض في مجتمعنا على رغم أنه يتحرك أمام ناظرنا..

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1189 - الأربعاء 07 ديسمبر 2005م الموافق 06 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً