في يوم الأحد... بعد صلاة المغرب مباشرة، والظلام بدأت تنزل خيوطه على الكون... على شارع الشيخ عيسى بن سلمان، وفي الاتجاه الآتي من الغرب (جسر البحرين إلى السعودية) إلى الشرق (ميناء سلمان)... كانت هناك سيارة يابانية قديمة جداً (قرمبع) وسعرها لا يتعدى المئتي دينار بحريني، وتساق بسرعة صاروخية تتجاوز الحد الأقصى للسرعة المسموح بها على هذا الشارع السريع.
السيارة قديمة ومن الممكن أن تختل فراملها في أي وقت والسرعة صاروخية، وهي تتجاوز السيارات الأخرى بطريقة التخييط (مرة من اليمين ومرة من اليسار)... ولمبات السيارة الأمامية والخلفية مطفأة (مو مولعة الليتات).
المشكلة الآن أن التي تسوق هذه السيارة امرأة محجبة... والله عجب... هي محجبة ومتهورة ومستهترة بجميع القوانين، ضاربة بعرض الحائط التعليمات التي تحافظ على أمنها وأمن الآخرين على الطريق.
أنا كنت أسوق سيارتي بسرعة متوسطة وماسك الحارة الوسطى، والمحجبة... المتدينة... تجاوزتني من اليمين بشكل خطير وكادت أن تصطدمني لولا أني انتبهت لها وبعدت عنها بسرعة إلى اليسار... فواصلت هي سيرها السريع حتى الإشارة الضوئية التي بجانب مجسم خريطة البحرين.
الإشارة الضوئية كانت حمراء، فما كان من المحجبة الا الانعطاف السريع إلى اليمين ثم الدخول السريع وسط السيارات المتوقفة على الدوار والانحراف يساراً ثم الانعطاف السريع إلى اليمين للدخول مرة ثانية إلى شارع الشيخ عيسى ومواصلة السياقة المتهورة.
الغريب في هذا الموضوع أن بعض (أقول بعض) من سيداتنا يعتقدن بأن الحجاب الأسود هو فقط لإخفاء شكل شعورهن، والدفة السودة التي تأتي مع الحجاب هي فقط لإخفاء خروجهن من المنزل بملابس البيت وهذا ناتج من قلة الثقافة... وهؤلاء لا يعرفن بأن الحجاب للمرأة المسلمة هو دليل الوقار في تحركاتها والحكمة في تصرفاتها.
هذه السيدة المحجبة والتي تسوق سيارتها بكل تهور، غير عابئة بسلامتها أو سلامة الغير من مستخدمي الطريق ألا يوجد رادع لها؟ وماذا سيكون ردها أو رد أهلها أو رد الدوائر الرسمية لو أني لحقتها (على أساس أنها عرضت حياتي للخطر) وأوقفتها وهزأتها جيداً في الشارع وأمام الناس؟ هل هذا سيكون من صالحها أو من صالح أهلها؟ وهل القانون سيكون في صفي؟ أو سيكون رد المرور تعال وقدم شكوى ضدها ثم تطوى القضية في الملفات الكثيرة لهكذا مخالفات؟
وأين التعليمات المرورية بشأن ضرورة استخدام الأنوار منذ لحظة مغيب الشمس أو أثناء انعدام الرؤية حتى لو كان في النهار؟ هذه تعليمات ضرورية ومن واجب الإدارة العامة للمرور أن تشن حملة توعية كبيرة لسواقي السيارات وراكبي الدراجات النارية خصوصاً.
السائق الذكي (للسيارة أو للدراجة النارية) يستخدم الإنارة للسيارة في حالات تدني الرؤية وعند بداية خيوط الظلام الأولى (المغرب)... أما السائق الجاهل أو الذي مستوى ذكائه محدود فإنه لا يستخدم الإنارة إلا في الظلام الدامس... وعندما تسأله: لماذا تسوق سيارتك في المغرب وعلى الطريق العام من دون أن تشغل الأنوار؟ يجيبك: أنا أرى بوضوح... طيب يا حظي وهل السواق الآخرون يرون سيارتك
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1187 - الإثنين 05 ديسمبر 2005م الموافق 04 ذي القعدة 1426هـ