العدد 1186 - الأحد 04 ديسمبر 2005م الموافق 03 ذي القعدة 1426هـ

هكذا يصنع الحظ! (2 ­ 3)

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

في الجزء الأول من هذا الموضوع تطرقنا إلى أهمية وكيفية بحث المشروعات التجارية. وكما ذكرنا، البحث يتكون من: 1­ تفقد السوق ووجود ثغرات يمكن أن تسدها بتوفير سلعة أو خدمة، 2­ التأكد من الطرق المتوافرة لعرض وبيع السلعة أو الخدمة، 3­ التمويل الجذري للمشروع. ولكن البحث يكون جزءاً بسيطاً من الصورة الكاملة للمشروع. فبعد البحث يجب التخطيط، أي وضع ما اكتشفناه في قالب خطة مبدئية توفر لك الفرصة لمراجعة مدى واقعية عملية المشروع. تختلف أساليب وضع التخطيط، ولكن أساسياً التخطيط يجب أن يركز ويوضح العوامل التجارية، الاقتصادية والشخصية. والتخطيط ما هو إلا رد على أسئلة تخص كلاً من هذه العوامل. ويتيح لك التخطيط إدراك مدى قابلية المشروع للتوسع في المستقبل، وما مدى خطورة الإقبال على المشروع. وأنصح القارئ بأن يضع الأسئلة على شكل رؤوس أقلام، يحاكيها على حدة، ثم دمجها حسب روابط منطقية لتكوين خريطة ليست ثابتة، بل قابلة للتغيير في المستقبل. فالخطة ليست بوثيقة ثابتة. بل على العكس، هي وثيقة قابلة للتغيير والتوسع حسب متطلبات المشروع، وستكون دوماً أساس استراتيجيتك حتى بعد نجاح المشروع. بالنسبة للعوامل التجارية، يجب أن تركز وثيقة الخطة على الأسئلة التالية: 1­ ما هو قلب المشروع ونموذج الدخل (مثلاً استيراد الملابس أو صناعتها أو بيعها بالتجزئة)؟ 2­ مدى المنافسة، 3­ هل حجم السوق قابل لاستيعاب منافس أخر؟، 4­ ماذا يميزك عن المنافسة ويمنحك اكتساب الزبائن؟ 5­ ما هي وسائل الدعاية والتسويق التي يمكن أن تستخدمها لتوضيح فائدة منتجك أو خدمتك أمام المنافسة؟ 6­ مدى تأثير اختيار موقع أعمالك على المشروع؟ (أي، إذا كنت مستورداً أو بائعاً بالجملة، فموقع عملك ليس مهماً كما هو للبائع بالتجزئة)، 7­ إعداد جداول محاسبة تجريبية (ركز على توضيح الواردات من نموذج الدخل). أما بالنسبة للعوامل الاقتصادية، فالنقاط التي يجب أن تضعها في الاعتبار هي الاتجاهات في المناخ الاقتصادي بشكل عام (النمو أو الركود، أسعار الفائدة، التضخم، اتفاقات التجارة، وأسعار العملات)، وما مدى تأثيرها على نجاح مشروعك وعلى زبائنك. وستجد بأن هناك الكثير من العوامل التي ليس لديك السيطرة عليها والتي يمكن أن تنجح المشروع أو تفشله. المهم هو أنك تفهمها، وتهيئ نفسك بأخذ المجازفة المدروسة عند المباشرة وعلم مدى حجم الخسارة الممكنة. مثالاً على هذا هو الاستيراد من دول أخرى، والتأثير السلبي بسبب زيادة أسعار الشحن أو عملة الدفع. وأخيراً، ولكن ليس بأقل أهمية، لدينا العوامل الشخصية، وتتضمن: 1­ هل لديك المهارات، الخبرة والتعليم المطلوب للمشروع؟ 2­ إذا الأمر ليس كذلك، فهل لديك الرغبة والعزيمة في استثمار وقتك ومواردك لاكتساب هذه المهارات؟ 3­ هل لديك الأموال أو التمويل الكافي للمشروع؟ 4­ هل أنت مستعد للمجازفة بتوظيف هذه الأموال في المشروع؟ 5­ هل يمكن أن تقوم بالتعديلات اللازمة لنمط حياتك الشخصية لتحقيق نجاح مشروعك؟ فالعمل الحر يتطلب جهداً ووقتاً أكثر بكثير من العمل للغير، فهل أنت مستعد للتضحية بوقت الراحة والأسرة للعمل والدراسة والإقبال على المشروع؟ 6­ هل أنت في حال صحية جيدة، وهل هناك من سيقف بجانبك في الأوقات الصعبة؟ (هنا نجد الزوجة المتعاونة أثمن بكثير من أي قرض مصرفي يمكنك الحصول عليه،). وكما ذكرنا، الخطة هي وثيقة حية، متغيرة، ويجب أن تقوم بتعديلها ومراجعتها دوماً لأن مستقبل مشروعك متوجب على مدى فهمك له، ولا يأتي الفهم إلا عبر التخطيط الواضح والشامل.

العدد 1186 - الأحد 04 ديسمبر 2005م الموافق 03 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً