على مدى الأيام الماضية ، قامت صحيفة «الوسط» بنشر الخريطة الانتخابية لمجلس النواب في مملكة البحرين... الجهد المبذول كان طيباً والعمل جيد بجميع المقاييس إلا أنني أختلف معهم قليلاً في تسميتهم للنواب الذين سيفوزون في الانتخابات القادمة... أو من المحتمل أن يفوزوا بمقعد لهم في المجلس...
طبعاً بالنسبة للترشيحات فهي مفتوحة، وكل مواطن تنطبق عليه الشروط الموضوعة في القانون لأي مترشح لمجلس النواب من حقه أن يرشح نفسه... ولكن من بين المترشحين الكثيرين لكل منطقة الذي سيكون هو الفائز بثقة الناخبين؟ هذا هو السؤال...
بالتأكيد ستدخل جميع الأحزاب (الجمعيات) في الانتخابات النيابية القادمة... وسترمي كل جمعية بثقلها في سبيل نجاح مرشحها في الوصول لمجلس النواب حتى يكون صوتها مسموعاً في المملكة... وبالمقابل يوجد أناس آخرون في المملكة ويريدون أن يكون لهم صوت مسموع أيضاً لدى السلطات التنفيذية وهم ليسوا منتمين لأي من الجمعيات السياسية أو الدينية، لذلك سيكون هناك أيضاً مترشحون مستقلون ويدعمهم التجار وغرفة التجارة، والعوائل ذات الثقل والإمكانات...
وعلى هذا الأساس فإننا سنرى الكثير من أسماء المترشحين لعضوية مجلس النواب في كل منطقة انتخابية، وأنا أعتقد أن العدد سيكون أكبر بكثير مما هو متوقع... ولكننا نطرح السؤال مرة ثانية: من الذي لديه الإمكان الشبه مؤكد في الفوز بثقة غالبية الناخبين في منطقته ويكون عضواً وممثلاً لهم في المجلس النيابي القادم؟
المترشح الذي يريد أن يفوز في الانتخابات القادمة ويصبح عضواً ممثلاً لمنطقته عليه أن يحظى بثقة غالبية من يسكنون هذه المنطقة، وسوف لن يحظى بثقتهم ولن يعطوه صوتهم إن لم يكن يسير في نفس خط سيرهم أو على الأقل يكون هو الأجدر من بين المترشحين الآخرين في إيصال صوتهم لدى السلطة التنفيذية وتمرير طلباتهم...
هناك مناطق انتخابية يتكون غالبية سكانها من الجمعية الفلانية... لذلك فإن المترشح الذي يمثل هذه الجمعية يضمن نجاحه... وهناك مناطق انتخابية يتكون غالبية سكانها من العشيرة الفلانية والمترشح الذي يكون من هذه العشيرة يضمن نجاحه من دون أن يكون منتمياً لأي من الجمعيات الدينية أو الفكرية... وهناك مناطق انتخابية يتكون غالبية سكانها من ذوي الدخل المحدود والذين لديهم احتياجات وطلبات كثيرة يريدونها من السلطة التنفيذية وهم لا ينتمون ولا يهمهم أن ينتموا إلى أي من الجمعيات أو التكتلات، لذلك فإن أقوى المترشحين نفوذاً في هذه المنطقة يكون هو الضامن الفوز بالمقعد النيابي... وهناك مناطق انتخابية يتكون غالبية سكانها من التجار وأصحاب المصالح التي تضررت بسبب بعض من قرارات المجلس النيابي الحالي، وعليه فإن المترشح الذي سيلبي طلباتهم ويوصل صوتهم هو الشخص الأوفر حظاً للفوز والدخول إلى المجلس النيابي ممثلاً عنهم...
الآن كل بحريني يحق له الترشح للمجلس النيابي القادم عليه أن يجلس مع نفسه (قبل أن يفكر في تسجيل اسمه) ويقول: هل أنا من الممكن أن ألبي طلبات منطقتي الانتخابية...؟
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1175 - الأربعاء 23 نوفمبر 2005م الموافق 21 شوال 1426هـ