في مساء الجمعة (أمس الأول) كنت في مطار الدوحة في انتظار الطائرة التي ستقلني إلى البحرين في نهاية رحلة طويلة ومرهقة ابتدأت من بريمن في ألمانيا ثم إلى أمستردام في هولندا ثم إلى بيروت في لبنان ثم إلى الدوحة في قطر.

كنت في غاية التعب والارهاق من رحلة السفر وتغيير الجو والانفولونزا... وكان شكلي مزرياً بسبب الانتقال من مطار إلى آخر ومن بلد إلى آخر... يعني وبالشامي (عايف حالي).

وأنا جالس عند بوابة الدخول... خافض رأسي ومسترسل في التفكير... وصلتني رائحة عطر رجالي من النوع الغالي والمميز فرفعت رأسي لأرى اثنين من الشباب البحريني ممن أعرفهما ويعرفاني... حاولت تجاهلهما حتى لا يرياني وأنا في هذه الحالة المرهقة (المقرفة) وهما في أبهى حلة لهما ولكن... هيهات.

رأياني واتجها إلي فنهضت (لاحول ولاقوة إلا بالله) للسلام... الأخ العزيز فيصل الشيخ كالعادة مهندم ومرتب بالبدلة الانيقة وربطة العنق الآخر موديل مع تسريحة الشعر الكثيف إلى الوراء (له يوم ويطير يا فيصل) والسكسوكة المشهور بها. والأخ عبدالله بونوفل يلمع من النظافة ولابس الثوب الأبيض اللماع مع غترة شديدة البياض من الصعب النظر إليها لفترة طويلة. وقصة الشنب الشبابية الجميلة والتي تزيده وسامة على وسامة.

بعد السلام تكلمنا قليلاً عن وجودهما في الدوحة لتغطية فعالية الافتتاح الكبير لأكاديمية أسباير وعن انطباعاتهما لما شاهداه في هذه الأكاديمية، ولكننا تكلمنا كثيراً عن منتخبنا الوطني وخسارته من منتخب العواجيز (ترينيداد وتوباغو) على أرضه وبين جمهوره... هذه الخسارة التي هزت جميع أفراد الشعب البحرين المخلص لوطنه، ولكنها بالطبع لم تهز شعرة من المتسبب بها... والله أعلم من المتسبب بها.

الأخ عبدالله بونوفل كان يتكلم عن مقاله الذي نشر بالأمس (السبت) والفرق بين القائد الأسد والقائد الأرنب وأنا وعدته بأن أرد عليه وأناغيه بعد قراءتي للمقال... وبالفعل عندما قرأته أعجبني كثيراً لأنه مقال متزن مثل كاتبه... لا يهاجم أحداً ولايدافع عن أحد ولكنه يتكلم عن الحقيقة الحاضرة والعلاج المستقبلي... المقال يتكلم بالأساس عن مدرب منتخبنا (الخواف) والذي لخبط الفريق بتشكيلة لا يضعها حتى المبتدئ في علم التدريب... ثم أكملها بخطة لا يضعها إلى الذي يحاول الهروب من حكم عليه بالاعدام... وطبعاً هذا كلام أوافق فيه الأخ عبدالله على طول الخط لأني سبق وقد كتبت مقالاً منذ شهرين تقريباً أتكلم فيه عن فريق من الأرانب ويدربه أسد أحسن ألف مرة من فريق من الأسود ويدربه أنب.

والحديث الذي دار بيني وبين الأخ فيصل الشيخ طبعاً سيكون سرياً لأنه كان حول عمود رياضي في إحدى الصحف المحلية وكثرت الأقاويل عن كاتب هذا العمود ومن هو... وأنا وهو نعرف من هو.