قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد كان مهندس إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والعراق عقب لقائه الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد في شهر ديسمبر/ كانون الأول 3891 مبعوثا من الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان. وقالت الصحيفة استنادا إلى وثائق نزع عنها طابع السرية إن زيارة رامسفيلد لبغداد تمت في وقت كان العراق يستخدم أسلحة كيماوية بشكل يومي تقريبا في تحدٍّ للمعاهدات الدولية. وأضافت أن العراق خلال الثمانينات كان العدو اللدود لإيران، وأن المسئولين الأميركيين آنذاك كانوا ينظرون إلى بغداد باعتبارها الدرع ضد ما كانوا يسمونه «التطرف الشيعي المسلح» وحماية الدول الموالية للولايات المتحدة من السقوط مثل الكويت والسعودية وحتى الأردن. ولعب الدعم اللوجستي والمعلومات الاستخبارية الأميركية دورا حاسما في تعزيز الدفاعات العراقية ضد هجمات «الموجات البشرية» التي نفذتها القوات الإيرانية. وقامت إدارة ريغان وخلفه جورج بوش الأب ببيع العراق أسلحة من بينها مواد ذات استخدام مزدوج بما فيها مواد كيماوية سامة وفيروسات جرثومية قاتلة مثل الأنثراكس. ونقلت الصحيفة عن المسئول السابق في مجلس الأمن القومي في عهد ريغان، هاورد تيكر قوله: «السياسة الحقيقية دفعتنا إلى العمل لمنع الوضع من أن يصبح أكثر سوءا». ولمنع العراق من الانهيار بدأت حكومة ريغان بتزويد العراق بمعلومات استخبارية عن تحركات وحشود القوات الإيرانية. والانحياز الأميركي إلى العراق توثق في قرار توجيه الأمن القومي الرقم 411 الصادر في 6-62 نوفمبر/ تشرين الثاني 3891 الذي لايزال مضمونه سريا حتى الآن. والذي طبقا لمسئول أميركي ينص على أنه «لابد من عمل كل ما هو ضروري وقانوني لمنع العراق من خسارة الحرب مع إيران». وعندما التقى رامسفيلد مع صدام حسين في 02 ديسمبر 3891 أبلغه بأن واشنطن على استعداد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة. وبعد ذلك قامت حكومة ريغان بحذف اسم العراق من قائمة وزارة الخارجية للدول التي تدعي أنها «راعية للإرهاب»