العدد 1167 - الثلثاء 15 نوفمبر 2005م الموافق 13 شوال 1426هـ

في اليوم الدولي للتسامح

كوفي عنان comments [at] alwasatnews.com

إن التنوع كان دائما وأبدا سمة مميزة لحال الإنسان، وإن لم يتقبله البشر مع الأسف. ومازالت روح التعصب هذه ضد "الغير" مصدرا لضروب هائلة من المعاناة الإنسانية في كل يوم. وهذا ما جعل من مكافحة التعصب بأشكاله كافة ركنا أساسيا من أركان عمل الأمم المتحدة على مدار 60 عاما. والحاجة إلى التسامح اليوم هي أشد مما كانت عليه في أي وقت سابق في تاريخ الأمم المتحدة. ففي عالم تحتدم فيه المنافسة الاقتصادية ويتنقل سكانه بين ربوعه وتنكمش على أرضه المسافات، تعد الضغوط الناشئة من معايشة المرء لأناس يخالفونه في الثقافة والمعتقد حقيقة واقعة مؤداها بلا مراء احتدام كراهية الأجانب وإذكاء مشاعر التطرف في شتى أرجاء الأرض، وعلينا أن نتصدى لهذا بكل قوة. إن بناء ثقافة يسودها التسامح بداية مهمة. وهي ثقافة لا مناص من أن تنهض على التوسع في توفير الحماية القانونية وفتح أبواب التعليم، لكن المبادرة الفردية يجب أن تلعب أيضا دورا في هذا الشأن. والتسامح لا يمكن أن يعني الاكتفاء بقبول ما نراه سمات خاصة للشعوب الأخرى من دون أن نحرك ساكنا. إنه يستوجب من كل منا أن يجد في السعي للتعرف أكثر على أحوال الآخر، وفهم منابع الاختلافات القائمة بيننا واكتشاف أفضل الجوانب في معتقدات وتقاليد كل منا. وما لم نعمد إلى اكتشاف هذا، فلن يتأتى لنا أن ندرك أن ما يجمع بيننا كبشر أقوى بكثير مما يفرقنا. وإذا ما كان الأمل يحدونا في أن ندرك السلام في هذا القرن الوليد، فيجب علينا أن نبدأ في تبادل الاحترام اليوم، باعتبارنا أفرادا من حق كل منا أن يحدد هويته الخاصة وأن ينتمي إلى العقيدة أو الثقافة التي يختارها، وبوصفنا أفرادا ندرك أن بوسعنا أن نحتفي بماهية وجودنا وأن نبرأ من كراهية ما عداها. وفي البيان الختامي لمؤتمر القمة العالمي الذي عقدته الأمم المتحدة حديثا، خاطبتنا حكومات العالم بأسره، بقولها: "إننا نسلم بأن جميع الثقافات والحضارات تسهم في إثراء البشرية، ونسلم بأهمية احترام وتفهم التنوع الديني والثقافي في جميع أنحاء العالم، ونلتزم، تعزيزا للسلام والأمن الدوليين، بتشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون فيما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب". فلنقطع على أنفسنا عهدا، ونحن نحتفل بهذا اليوم الدولي للتسامح، بأن نترجم تلك الكلمات إلى حقيقة واقعة، وبأن نحتفي بما ندخره من تنوع وبأن نتعلم من جوانب الاختلاف القائمة بيننا وبأن نستفيد منها في توثيق الروابط الإنسانية المشتركة بيننا.

العدد 1167 - الثلثاء 15 نوفمبر 2005م الموافق 13 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً