العدد 1167 - الثلثاء 15 نوفمبر 2005م الموافق 13 شوال 1426هـ

المنامة والكنيسة تاريخ من التسامح والحب

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الاقليات في عالمنا العربي تعيش حال اضطهاد تحتاج الى دعم من قبل مؤسسات المجتمع المدني ومن قبل حكوماتنا العربية دعما للاصلاح. لعل ما يميز البحرين تجاه الاقليات هو وجود حرية للاديان فالكنيسة في البحرين إلى جانب المسجد والمأتم، وطالما اختلط صوت الاذان بصوت اجراس الكنيسة. التاريخ يشهد صورا جمالية للعلائق المتميزة بين الطوائف في المحرق والمنامة حيث الاختلاط الجميل والوطني ذو النكهة الانسانية المتعالية التي تعلو على منطق تجار الطوائف ولوردات الاعراق. ما اجمل ان نرسخ في البحرين منطق اللقاء الوطني ونشتغل على ترسيخ التسامح وعدم نبش التاريخ. في العراق نريد مستقبلا لا يستقوي فيه احد على احد ولا تستأثر فيه طائفة على حساب اخرى وليكن مبدأ تكافؤ الفرص هو السائد والقائم على اسس المواطنة وليس الانتماء الأيديولوجي. لا نريد عراقا شيعيا أو سنيا، نريد عراقا مسلما ديمقراطيا العدالة في التوزيع فيه تشمل الجميع، وينبغي على الشيعة ألا يكرروا خطأ السلطة في السابق في الاستئثار بالكعكة السياسية والاقتصادية، يجب ان يشركوا السنة والاقليات في كل شيء بلا استثناء. قدر العراق ان يكون تعدديا لا استثار لاحد على حساب احد فيه. العراق للعراقيين وحدهم يبنونه على أرضية مشتركة تتسق اعمدتها واجندتها بما يتوافق مع المصالح العربية والخليجية. اليوم سأسافر الى الولايات المتحدة الاميركية للمشاركة في مؤتمر عن حقوق الاقليات في العالم العربي. واجد نفسي فخورا بأني احمل رؤية جميلة عن حقوق المسيحيين في البحرين فمن خلال متابعتي لحقوقهم اجد البحرين حكومة وشعبا من افضل دول الخليج دعما للمسيحيين وغيرهم من الاقليات وقبل اسبوع ذكرت وكالات الانباء العربية ان امير دولة قطر أصدر قرارا ببناء كنيسة في قطر. وفي البحرين ستحتفل الكنيسة الانجيلية خلال الفترة القادمة بمرور 100 عام على بناء الكنيسة، وهذا يعكس مدى ثقافة الشعب البحريني القائمة على التعايش والحب والتسامح. يقول الله عز وجل "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن" "العنكبوت: 46". ويقول الرسول: "من آذى ذميا فقد آذاني". والذميون هم من اهل الكتاب. ومر الامام علي عندما كان حاكما على مسيحي كبير السن تبدو عليه ملامح الفقر يستجدي الناس فوبخ الامام احد المسئولين قائلا: "أثقلتموه يوم كان شابا بالجزية فلما كبر تركتموه يتصدق الناس"! نعم سنقاتل الناس بالحب. سنروي دوحة الانسانية بنمير الحب الكوني والانساني. فالرسول زار اليهودي عندما مرض على رغم انه كان يلقي عليه القمامة. القس هاني عزيز والمسيحي البحريني يوسف حيدر من خيرة من رأيت من المسيحيين في البحرين خلقا وتواضعا وتسامحا وجمعتني بهم عدة لقاءات في الكنيسة وغيرها فشعرت بعظمة الاسلام، اذ يقود للحب والتسامح. سأمكث في واشنطن اسبوعا وسألتقي مفكرين عربا من كل الطوائف، وسبق ان زرت المفكر حسان حتحوت وفتحي عثمان "من رواد فكر الاخوان المعتدلين" في مركزهم الاسلامي بكاليفورنيا قبل عام وكذلك الامام يحيى الهندي في جامعة جورج تاون. هناك في الغرب يوجد مفكرون عرب غيرتهم على الاسلام كبيرة ولم يتملصوا من اسلامهم لصالح سياسات عالمية. وحافظوا هناك على تقاليدهم وعاداتهم وذهبت معهم فصليت الجمعة خلف الامام، ولا تحس هناك تفرقة بين الطوائف فكلهم يتزاورون ويعيشون مع بعضهم بعضا. في مركز الحوار الثقافي سنعزز التسامح بين المجتمعات وسنشرك كل الكفاءات وسنشارك في احتفالاتنا الوطنية في البحرين وسنقدم عملا وطنيا في العيد الوطني يجسد حب البحرينيين للبحرين عبر اشراك الكفاءات الوطنية المتميزة عبر الطاقات التي اندثرت لاسباب عدة.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1167 - الثلثاء 15 نوفمبر 2005م الموافق 13 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً