استغباء السفارة الأميركية بالمنامة للبحرينيين في بيانها بشأن ظروف وأحوال المعتقل ابن البحرين جمعة الدوسري، واستخفافها بمشاعرنا على نحو مستهجن فاق أي تصور عقلي للأمور. البيان يتحدث عن غوانتنامو وظروف وأحوال المعتقلين وكأن معسكرات غوانتنامو "اكس- راي" في "المريخ"! ولا أحد مطلع على أحوال وظروف المعتقلين سوى وكالة "ناسا الفضائية"! ويتجاهل الهذيان الأميركي بيانات الإدانة والاستنكار وتقارير منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس" وغيرها من المناشط الحقوقية والسياسية. البيان "أو الهذيان" الأميركي يشير إلى أن معتقلي غوانتنامو يحظون برعاية طبية ممتازة وبمعاملة انسانية. ويضيف: "لقد ذكرت بعض المزاعم أن الدوسري "المعتقل البحريني" تعرض للحبس الانفرادي أو العزل في غوانتنامو، وهو أمر غير صحيح إذ إن الدوسري يتفاعل مع المعتقلين الآخرين أثناء فترة الاستجمام اليومية وفي أوقات الصلاة كما أنه يتفاعل أيضا مع الموظفين الاميركيين في المعتقل". ولا نعلم ما المقصود بهذا التفاعل؟ هل المقصود ما نشرته الصحافية الإسرائيلية في صحف الكيان الصهيوني، من وحشية وتعذيب لا نهاية له أم ماذا؟! ويضيف البيان: اضافة الى ذلك، يستطيع الدوسري أن يرسل ويستقبل الرسائل البريدية كما أنه يتلقى زيارات من محاميه.أما الرسائل فإن مضمونها مفاده: الترهيب لمن يفكر في مواجهة أميركا، سواء من الإسلاميين أو غيرهم، وهي مضامين لن تثني من آمنوا ببذل الدم رخيصا من أجل تحرير بلادهم وطرد المحتل الجاثم على الصدور، ولن تثني عزائم أهل الثغور الذين تبرهن لهم الوقائع والسياسات الأميركية الخرقاء دعم الإدارة الأميركية للكيان الصهيوني الغاصب يوما بعد يوم وعدم انفكاكها عن هذا الهدف وتلك الغاية. هؤلاء الإخوة هدفهم يفوق تصور الأميركان الذين اعتادوا اتخاذ المصلحة المادية مرتكزا اساسيا لغايات الإنسان، وهؤلاء لديهم غايات وأهداف يبذلون الدم لبلوغها. ولذلك فإن لغة الخطاب الأميركي يجب أن يتغير ناحية حقوق الإنسان "الفلسطيني أولا والعربي ثانيا والإسلامي ثالثا" إن أرادت أميركا أن يكون لها أصدقاء في العالم الإسلامي الكبير. وأشار البيان الى أن "معتقل غوانتنامو لا يحتوي على حبس انفرادي. وبينما تختلف ظروف الاعتقال في بعض معسكرات المعتقل والتي يتباين فيها الاحتجاز بين الجماعي والفردي الا أن كل مباني الاعتقال في غوانتنامو توفر للمعتقلين القدرة على التواصل والصلاة مع المعتقلين الآخرين كل في مناطقهم الخاصة بهم". الهذيان ينكر احتواء المعتقل على "حبس انفرادي" وفي الوقت نفسه يؤكد: "تختلف ظروف الاعتقال في بعض معسكرات المعتقل والتي يتباين فيها الاحتجاز بين الجماعي والفردي"! والله إن هذه لمراوغة جديدة، وبدعة كلامية غريبة تستعصي على فهم علماء اللغة العربية! وإذا أحد من القراء "فهمها" أرجو إفادتي على الإيميل أدناه! سعادة السفير، "المستر وليم"، كنت أود تقديم الشكر والتقدير لكم على ما قمتم به من جهود، إن قمتم بها، من أجل الإفراج عن الثلاثة البحرينيين، ولكنكم أفسدتم بهذا البيان علينا رسالة الشكر والتقدير التي كنا نعتزم إرسالها إليكم. نرجو من الله وثم منكم إعادة النظر من أجل الإفراج عن بقية المعتقلين، وذلك ما سيضفي قليلا من الصدقية على دعاوى وتقارير حقوق الإنسان التي تصدرها سنويا إدارتكم في واشنطون دي.سي. بيان السفارة لم يتعدى العمارة، أقرب عمارة لمبنى سفارتكم الموقرة. لن ننسى تعاونكم من أجل الإفراج عن ثلاثة من البحرينيين؛ ولكن الباقي ثلاثة: جمعة الدوسري، صلاح البلوشي، وعيسى المرباطي
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1165 - الأحد 13 نوفمبر 2005م الموافق 11 شوال 1426هـ