لم تتح لي في الماضي معرفة المهندس عبدالنبي العكري وقد تقابلت معه منذ حوالي ثلاث سنوات في احدى الندوات وأعجبت بمداخلته، ولكنني لمست على وجهه مسحة من الحزن لم أدر ما سببها.
وعندما التحقت بمركز البحرين للدراسات والبحوث تعرفت عليه عن كثب ولمست فيه ثلاث خصال قل أن تتوافر جميعاً في شخص واحد في آن واحد.
الأولى: المعرفة الواسعة بالقضايا السياسية والاجتماعية والإنسانية وخصوصًا قضايا حقوق الإنسان.
الثانية: التفاني في العمل المستمر بلا كلل أو ملل.
الثالثة: التواضع الجم وروح الدعابة التي تتناقض مع مسحة الحزن الظاهرة على وجهه عندما تلتقيه للمرة الأولى.
ولهذا كله سعدت بالتكريم الذي حظي به المهندس عبدالنبي العكري في اجتماع المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل وهو التكريم الذي كان للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان فضل السبق في اقتراحه والعمل من أجله.
ولا مراء في أن تكريم شخصية مثل المهندس عبدالنبي العكري يعد سابقة طيبة وحبذا لو انتقل هذا التكريم من المستوى الأهلي وغير الحكومي الى المستوى الحكومي، اذ ان عبدالنبي العكري كشخصية مناضلة حالمة بعالم أفضل أصبح أكثر عقلانية واعتدالاً في أحلامه وفي منطقه وهو شيء جدير بأن يؤخذ في الاعتبار من قبل ذوي الشأن في مملكة البحرين المتطلعة إلى بناء كوادر وعلاقات ورعاية كوادرها من ذوي الخبرات المتميزة مثل المهندس عبدالنبي العكري.
وهذه شهادة من شخص تعرف قليلا على المهندس عبدالنبي العكري ولمس مدى خبرته واتصالاته الدولية وهمومه بشأن حقوق الانسان والقضايا الاجتماعية فهو مناضل بدأ ثوريا حالما وانتهى ثوريا عقلانيا يدرك الأمر الواقع ويعرف حدوده من دون ان يتخلى عن مبادئه وأفكاره.
عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر
إقرأ أيضا لـ "محمد نعمان جلال"العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ