الله يحمي بوعبدالله الذي دخل مستشفى العسكري بمدينة الرفاع داعين الله أن يحفظه من أي مكروه وأن يعود معافا مشافا بسبب المكانة الكبيرة التي يتمتع بها هذا الإنسان الذي عرفته منذ عشرات السنين قياديا من نوع خاص. ويبقى الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الشخصية الرياضية الخليجية الوحيدة التي عاصرت دورات الخليج العربي لكرة القدم منذ انطلاقتها العام 1970 في المنامة، فقد شاهد جميع الدورات حتى الآن، تعلمنا منه الكثير وكان صديقا لنا نحن الإعلاميين، يستقبلنا بكل حب وتقدير ولا يمل ولا يكل من كثرة الأسئلة التي دائما تحاصره، فهو شخصية إعلامية رياضية من الصعب أن تتكرر في الساحة الرياضية فقد عملت مع سعادته في اللجنة الإعلامية للاتحاد العربي لكرة القدم التي يتولى رئاستها بوعبدالله وعايشته عن قرب وعرفت عنه الكثير فالرجل إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معان. وتثمينا وتقديرا لجهوده المخلصة فهو دائما ضيف كل البطولات العربية والخليجية وهو فاكهة الدورات لما يتمتع به من حب الناس وتواضع وأخلاقيات عالية، فقد دخل قلوب الجماهير الخليجية وأصبحت كلمته مؤثرة على جميع طاولات الاجتماعات الخليجية والعربية لأنه رجل صريح وحقاني وأهم من ذلك فهو مقبول لدى كل الأطراف، ولهذا نجد مجلسه في منطقة الرفاع عامرا بالضيوف والرياضيين من مختلف أرجاء الوطن العربي، فلا يزور رياضي البحرين إلا أكرمه بوعبدالله والتقى به، فهذه العادة وضعت عيسى بن راشد على رأس قائمة المكرمين في جميع الدورات الرياضية والأولمبية سواء في دول مجلس التعاون أو في البلدان العربية الأخرى. ويتمتع عيسى بن راشد بمواهب متعددة، فقد عمل في المجال العسكري ووصل إلى درجة وكيل وزارة الدفاع بالبحرين ثم انتقل إلى الاعلام وأصبح وكيلا لعدة سنوات ولديه من الموهبة الشعرية التي جعلته يتربع على عرش الشعر الغنائي الخليجي، فقد تغنى بأشعاره الكثير من كبار مطربي البحرين وغنى له عمالقة الطرب في البلد الشقيق أمثال أحمد الجميري ومحمد علي عبدالله وإبراهيم حبيب وغيرهم من النجوم. وتغنى بأشعاره الجميري خلال حفل دورة الخليج الثالثة العام 74 في الكويت، إذ تألق في هذا الحفل فنان الإمارات الراحل جابر جاسم في أول ظهور خليجي وأصبح بعد ذلك أحد أبرز مطربي المنطقة، وأتذكر بعد الدورة الثالثة والتي فازت بها الكويت في المباراة الفاصلة أمام السعودية، وعقب عودة منتخب الإمارات كان لاعبونا يرددون دائما الأغنية التي كتب كلماتها عيسى بن راشد "عساك ترد لي روحي يا المسافر"، إذ ظلت هذه الكلمات تلازمني حتى هذا اليوم وعندما سمعت خبر انتقاله إلى المستشفى لم أتردد في الدعاء إلى الله أن يحفظه لنا ونحن نحتفل باليوم الأول لعيد الفطر السعيد. وقبل أيام كان ضيفا عبر إحدى برامج التلفزيون، إذ يقدر دور رجال الإعلام في كل القضايا التي تطرح على بوعبدالله. وإذا كانت دورات الخليج خسرت شخصيتين بارزتين لا يمكننا أن ننساهما بعد أن انتقلا إلى جوار ربهما هما الفقيدان فهد الأحمد وفيصل بن فهد، فإننا ندعو إلى عيسى بن راشد أن يمن الله عليه بالصحة والعافية وطول العمر لما يمثله لنا كرجال إعلام وصحافة من شخصية رياضية قلما نجدها في هذا الزمان، فأهلا بمثل هذه القيادات الكروية الرياضية التي تعطي لدورات الخليج والدورات العربية زخما وبعدا من أجل الحفاظ عليها واستمراريتها والتصدي لكل من يسعى لوقوف وعرقلة أهم دوراتنا الرياضية و"عساك ترد لي روحي" يا بوعبدالله.
العدد 1154 - الأربعاء 02 نوفمبر 2005م الموافق 30 رمضان 1426هـ