لو قدر لأحد أن يتمنى في العيد وتتحقق تمنياته، لتمنيت أن يكون نعومي تشومسكي رئيسا للولايات المتحدة الأميركية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، وأن يكون وزير دفاعه الحالي المخرج السينمائي فرانسيس كوبولا، ووزير خارجيته المسرحي الراحل هنري ميلر، ومدير استخباراته مايكل مور، ولتمنيت أن يكون النائب العمالي غالواي رئيسا لوزراء بريطانيا، ولتمنيت أن كثيرا من الملكيات القديمة في العالم العربي مازالت على رأس السلطات في بلدانها، لأن - وذلك هو الواقع - نذر الانهيارات والتفسخ في نظم تلك البلدان وتراجعاتها تكشفت بعد سقوط تلك الأنظمة باستيلاء العسكر عليها، والذين قادوا بلدانهم إلى محارق لا نهايات لها. ولتمنيت في الشأن المحلي أن يكون بعض النواب عاطلين، أو في مهن وضيعة، وخصوصا الذين يحملون أكثر من وجه، كي يشعروا ببعض ما يعانيه آلاف من مواطني المملكة، ولتمنيت أن يجلد بعض كتاب الأعمدة في بعض الصحف في أتفه ميادين المملكة، في تمام الساعة السابعة صباحا، وقت الذروة في الازدحام المروري، ولتمنيت إحياء سجن جزيرة جده، لنفي وعزل طوابير طويلة من اللصوص والمفسدين وسراق المال العام، والمرتشين، وسماسرة الرقيق الأبيض، ولتمنيت أن تصدر أحكام لصالح المرأة التي تتعرض إلى الضرب المبرح من زوجها، وبشكل متكرر تحول إلى إدمان، بإبراح زوجها ضربا وعلى مرأى من أمة لا إله إلا الله، ولتمنيت إلغاء أقسام العلاقات العامة في معظم الوزارات والهيئات الحكومية، لأن بعضها يسيء إلى جهة عمله، وإن كان مأمورا بذلك، ولتمنيت أن يصحوا السواد الأعظم من سكان المملكة من نومهم ليكتشفوا أن ديونهم للمصارف ما هي إلا كوابيس، وأضغاث أحلام!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1152 - الإثنين 31 أكتوبر 2005م الموافق 28 رمضان 1426هـ