ترافق نشر رسائل المعتقل البحريني في غوانتنامو الأخ جمعة الدوسري - كاملة في "الوسط" - مع نشر رد قائد الأسطول الأميركي الخامس الأديميرال ديفيد نيكولاس على سؤال "الوسط" حول الوجود الأميركي في البلاد، إذ قال: "إنه لا توجد أية نية لنقل مقر الأسطول من البحرين إلى قطر". رد نيكولاس ليس خبرا سارا لمواطني بلد يتحدث فيه الناس عن استقلال وسيادة بلادهم منذ أكثر من ثلث قرن من الزمان، إضافة إلى ذلك فإن الوضع الخطير الذي يمر به الإخوة البحرينيون في غوانتنامو على الرغم من إعلان الخارجية أمس إطلاق سراح عدد منهم خلال أيام عيد الفطر. هذه الأخبار القادمة من غوانتنامو وظروف اعتقال البحرينيين لا تخدم ولا تصب في جهود الإدارة الأميركية بشأن علاقات الصداقة التي تريد إقامتها مع الشعوب العربية والإسلامية. فعلاقات الصداقة التي يخشى عليها، ولا يخشى على أولاد البحرين في غوانتنامو، هذه الصداقة ماذا استفاد منها المواطنون البحرينيون؟! إن الحديث عن أميركا لا نعني به الشعب الأميركي ولا مؤسسات دعم خطوات الإصلاح في الدول العربية وتدريب كوادر المجتمع المدني على ممارسة الديمقراطية؛ بل نعني به بالدرجة الأساس نقد سياسات الإدارة الأميركية والثلة الحاكمة في البيت الأبيض. فالشعب الأميركي ومؤسسات الوقف الديمقراطي هي مقدرة كما هو حال تقديرنا لمؤسساتنا المدنية والحقوقية، والتي منها مركز البحرين لحقوق الإنسان والأخ نبيل رجب على موقفه المبدئي من قضية المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو. والذي نتمناه أن يحذو بقية الإخوة الكتاب والصحافيين والحقوقيين، من جميع الأطياف والاتجاهات، المنحى نفسه والمطالبة بالإفراج عن المواطنين البحرينيين في غوانتنامو. علاقات الصداقة مع الأميركان يجب أن تتكافأ، ومثلما هم يستخدمون أرض البحرين لتعزيز وجودهم في المنطقة والحفاظ على مصالحهم، فإن المنطق يقول: على حكومة البحرين أن تستثمر علاقاتها الجيدة معهم وتطالب بالافراج عن جميع المعتقلين البحرينيين وليس عدد منهم ما جاء في إعلان الخارجية أمس وإن كان هذا الإعلاني مثل خطوة في الاتجاه الصحيح. السفير الأميركي الذي راح يدافع عن جهود حكومة البحرين في إحدى الصحف المحلية، وكأنه الناطق باسم الخارجية البحرينية، كان لزاما عليه أن يصمت حيال مسألة غوانتنامو، فالعبرة بالنتائج يا سعادة السفير، وليست العبرة بالنوايا. ومن يعلم قد يصدق ما يتداوله الناس من أن الحكومة غير حريصة على جلب البحرينيين.

عطني إذنك...

نرجو أن لا يخرج علينا وزير لوزارة واحدة أو "أبو وزارتين" ليصرح بأن كلامنا يدغدغ العواطف، ذلك ان عواطف أهالي المعتقلين في غير حاجة إلى الدغدغة، إذ فلذات أكبادهم يتجرعون السم في غوانتنامو وذلك ما خطته يد المعتقل البحريني جمعة الدوسري، ذلك ان كل الانجازات، لا تساوي شيئا أمام إزهاق أرواح ومسح كرامة المواطنين في الخارج بيد الدولة الصديقة التي نقدم لها كل التسهيلات