العدد 1147 - الأربعاء 26 أكتوبر 2005م الموافق 23 رمضان 1426هـ

وجه الشبه

جعفر الديري comments [at] alwasatnews.com

قال لي صاحبي: «ما هو وجه الشبه بين الأمس واليوم في شهر رمضان المبارك؟ هل تجد وجه شبه بينهما أم أنك تحسب الأمور قد تغيرت، واذا ما تغيرت هل تغيرت الى الأحسن أم الى الأسوأ، للشيء الذي يدل على خير كثير ونعمة كبيرة أم الى الشيء الذي يدل على السوء وبالتالي ينذر بمشكلات شتى. وهل تجد أن شهر رمضان القديم يحمل من الملامح ما هو أجمل من الحديث؟ وكيف هو شهر رمضان اليوم في نفوس أبنائه هل هو مشابه لما كان عليه في القديم؟ وهل صحيح أن شهر رمضان اليوم غريب عما عليه بالأمس؟!».

ابتسمت لسؤال صاحبي حتى تحولت ابتسامتي الى ضحك. لم أضحك استهزاء وليس لأن أسئلته ليس لها اجابة وانما ضحكت لأنني أعرف يقينا أنه يعرف الاجابة عليها كلها. فلماذا يسألني صاحبي هذه الأسئلة مع معرفته بالاجابات. أظنني عرفت السبب وهو الملل فهو دائم الملل في شهر رمضان فهو من ناحية لا يستطيع الأكل والشرب بالمعنى الحرفي للكلمة - ويالهول ما يعنيه الأكل بالنسبة إلى صاحبي من سعادة - وهو من ناحية أخرى غير قادر على الأكل والشرب بالمعنى المجازي للكلمة أي الحصول على النفحات الروحية التي يستنشقها الصائم الذي استطاع في شهر رمضان أن يتحول الى ربه بكل قلبه.

ولكنني أجبت صاحبي مع ذلك على أسئلته فقلت له: «هناك فرق لا شك بين شهر رمضان بالأمس وشهر رمضان اليوم، وهذا الفرق جزء منه لا حيلة للناس فيه وجزء آخر صنعوه هم أنفسهم. فشهر رمضان بالأمس لم تكن فيه من المغريات ما هو حاضر اليوم، فقد كانت حياة الناس بسيطة ومأكلهم ومشربهم بسيطاً فهم يقضون أوقاتهم بين البحر والزراعة وأكل ما تيسر والنوم اذا كانت أوقاتهم طرية لطيفة. فاستطاعوا استثمارها خير استثمار من أجل الحصول على مغفرة من الله سبحانه ومن أجل القرب منه بينما الناس اليوم في شغل شاغل بمغريات الحياة التي جعلهم غير قادرين على استثمار شهر رمضان ذلك الاستثمار الذي يليق به»

العدد 1147 - الأربعاء 26 أكتوبر 2005م الموافق 23 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً