أعلنت مفوضية الانتخابات في العراق أمس نجاح مسودة الدستور بنسبة 78,59 في المئة على الصعيد الوطني، واضعة بذلك حدا للتكهنات بشأن نتيجة الاستفتاء بعد عشرة أيام على إجرائه. وقالت الأمم المتحدة إن التصويت كان صحيحا بينما اتهم الناطق باسم تنظيم الحوار الوطني العراقي صالح المطلق أن السلطات زورت النتائج في بعض المحافظات. وقال عضو مجلس المفوضين فريد أيار في مؤتمر صحافي ان نسبة تأييد المسودة في محافظة نينوى التي حسمت الموقف كان 44,92 في المئة مقابل 55,08 في المئة رفضوها، موضحا ان هذه "النتائج نهائية". وأضاف "في نينوى شارك 718 ألفا و758 ناخبا من أصل مليون و343 ألفا و381 شخصا مسجلا في سجل الناخبين وكانت نسبة المقترعين الذين قالوا نعم 322 ألفا و869 مقابل 395 ألفا و889 شخصا صوتوا لا". وتابع ان "الفارق هو 11 في المئة فقد كنا نحتاج الى 88 ألف صوت لكي تتغير نتيجة الاستفتاء". وكانت نينوى، كبرى مدنها الموصل، تشكل الكلمة الفصل في نجاح المسودة أو فشلها بعد رفضها من قبل ثلثي المصوتين في محافظتي الانبار وصلاح الدين ذات الغالبية من العرب السنة. وأعرب أيار عن الأمل ان يؤدي ذلك الى "قيام دولة مؤسسات وقانون صارم بعيدا عن الأهواء الفردية ما يمنع وللمرة الأخيرة بروز نزعات تفرد في الحكم وقيادة العراق نحو الهاوية كما جرى في العقود الأخيرة". وأشار الى ان "الهدف من الاستفتاء وضع العراق على سكة الديمقراطية الحقيقية لبناء مجتمع حضاري تتطابق مواصفاته مع ما هو موجود في العالم". وأوضح أيار ان "مجموع العراقيين الذين شاركوا في عملية التصويت على الدستور بلغ تسعة ملايين و852 الفا و291 شخصا منهم سبعة ملايين و742 ألفا و796 قالوا نعم للدستور "78,59 في المئة" مقابل مليونين و109 آلاف و495 قالوا لا للدستور "21,41 في المئة"". وختم قائلا "بذلك وبناء على النتائج التي أعلنتها المفوضية بالإضافة الى النتائج الأخرى تسدل الستار على نقاشات عدة وتكهنات مختلفة بشأن اقرار مسودة الدستور من عدمها". وسلم المسئول الإعلامي في المفوضية عادل اللامي ممثلة الامم المتحدة كارول بيريللي نسخة من الدستور قائلا ان "هذه الوثيقة ستحفظ باعتبارها من الوثائق الدولية". ومن جهتها، دافعت المفوضية عن التأخير، موضحة ان هناك عمليات تدقيق تجرى في النتائج في غالبية المحافظات بسبب "وجود شوائب" لا تتطابق والمعايير الدولية. وقالت بيريللي ان نتائج الاستفتاء تظهر أن تصويت العراقيين على الدستور الجديد بغالبية كبيرة دقيق ويجب الوثوق به. الى ذلك أشاد البيت الأبيض أمس بإقرار الدستور العراقي واصفا هذا اليوم بـ "اليوم التاريخي" لجهود بناء الديمقراطية في العراق. كما رحب الرئيس الاميركي جورج بوش بإقرار مسودة الدستور وقال ان ذلك دليل واضح على رغبة العراقيين في بناء الديمقراطية ورفض التطرف. ورحبت المفوضية الأوروبية بتبني الدستور الجديد في العراق وقالت إن التصويت لصالحه يعد "خطوة رئيسية" باتجاه تحقيق الاستقرار. على صعيد متصل أعلن الناطق الرسمي باسم مجلس الحوار الوطني العراقي صالح المطلق أن نتائج الاستفتاء على المسودة تم تزويرها في عدد من المحافظات العراقية، وقال تم التزوير في محافظتي نينوى وديالى وبعض المحافظات الجنوبية. وقال المطلق في تصريح عقب إعلان نتائج الاستفتاء ببغداد "نطالب بإعادة الانتخابات في محافظات الديوانية ونينوى "الموصل" وديالى وتحت إشراف دولي ومن جانب القضاء العراقي، وأكد انه في هذه الحال فقط سيتم الاعتراف بالدستور العراقي. وفي السليمانية أعلن مصدر رفض الكشف عن اسمه أن حكومة إقليم كردستان إدارة السليمانية تبحث اتخاذ قرار بعزل وزير الثقافة فتاح زاخويي من منصبه، مشيرا إلى أن سبب هذا الإجراء يعود لعدم مشاركة الوزير المذكور في عملية الاستفتاء على مسودة الدستور. من جهة أخرى يصل الى عمان غدا "الخميس" رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري على رأس وفد عراقي رفيع المستوى، في وقت أعرب فيه الحزب الاسلامي العراقي عن بالغ استيائه من دعوة وزيرة المهجرين والمهاجرين العراقية للحكومة العراقية الى تسفير الفلسطينيين الموجودين في العراق الى قطاع غزة. على صعيد آخر رفض المشرع البريطاني جورج غالواي أمس بشدة اتهامات اميركية جديدة بأنه تربح من برنامج النفط مقابل الغذاء الذي كانت تديره الأمم المتحدة بالعراق. وتحدى - العضو البارز بالبرلمان والمعارض القوي للغزو الذي قادته الولايات المتحدة بالعراق - أعضاء الكونغرس ان يوجهوا إليه الاتهام بالحنث في اليمين، وتعهد بالتوجه الى واشنطن على أول طائرة للدفاع عن نفسه
العدد 1146 - الثلثاء 25 أكتوبر 2005م الموافق 22 رمضان 1426هـ