في كثير من دول العالم وخصوصا المتقدمة والمتحضرة منها، لديها الكثير من القوانين والأنظمة والتشريعات التي من شأنها المحافظة على الأرياف والقرى والمناطق الساحلية والزراعية، وهي في سبيل ذلك تضحي بالكثير وتعاقب كل من يخالف هذه القوانين بالسجن أو الغرامة أو بالاثنين، وهناك منظمات وتجمعات شبابية تساعدها في تطبيق الأنظمة. أما نحن في مملكة البحرين مع الأسف الشديد نعمل ضد هذا المبدأ وكل مسئول يحاول جاهدا الالتفاف حول ذلك بمبررات واهية، مثل جلب الاستثمار إلى المنطقة وغير ذلك. نحن كم سعدنا عندما قام مجلس بلدي المنطقة الشمالية بمساندة أهالي المالكية ودمستان وباربار للمحافظة على سواحلهم، ولكننا انزعجنا ايضا كثيرا عندما قام المجلس نفسه بالموافقة على تحويل قطعة أرض في البديع ساحلية بحسب تصنيف البلدية سكنية إلى استثمارية بل والأكثر من ذلك اعطاء المستثمر الموافقة على اقامة أحد عشر برجا ويحتوي كل برج على واحد وثلاثين طابقا. الى مصلحة من يتم تحويل قطعة أرض سكنية قيمة القدم المربع لا تتعدى أربعة دنانير لكي تصبح قيمة القدم المربع أكثر من ثلاثين دينارا، من المسئول عن ذلك؟ ألا يعتبر ذلك كيلا بمكيالين بينما يشجع المجلس البلدي للمنطقة الشمالية على جلب الاستثمار لأرض ساحلية في البديع، يطلب تعويض أصحاب الأراضي على ساحل باربار لكي تستملك وتصبح ساحلا لأهالي باربار والجميع يعلم ماذا فعل المجلس من جهد جبار للمحافظة على ساحل المالكية ودمستان. عندما طالب المجلس البلدي مبلغ مليون دينار لتعويض أصحاب أراضي باربار شجعنا ذلك الطلب على أمل ان يقوم المجلس بالطلب نفسه لأرض البديع ولكن للأسف الشديد ما قام به المجلس يشعرنا بأنه بدل ان يحافظ على سواحل البديع يحاول قدر استطاعته تدميرها، لماذا لم يعترض المجلس على استخدام الأرض الساحلية المزمع اقامة مشروع اسكاني لأهالي البديع عليها وهم يعلمون بأنها الأرض الساحلية الوحيدة المتبقية على ساحل البديع الغربي، لماذا لم يطلب المجلس استملاك أرض كبيرة في البديع تصلح للمشروع الاسكاني. ان أعضاء المجلس البلدي من واجبهم المحافظة على البيئة والسواحل والمناطق الخضراء لكنهم ينسون كل ذلك ويركزون على جلب الاستثمار فقط لسواحل البديع، وعندما تطرقنا الى ساحل أبوصبح احتجوا بأنه لم يتقدم مستثمر لهذا الساحل، ان البلدية هي التي تطلب المستثمرين من خلال تقديمها للمشروعات في مزايدة عامة "مثل عذاري وحديقة المحرق الكبرى". وقد قام أخيرا بعض أعضاء المجلس البلدي للمنطقة الشمالية باستعراض عضلاتهم بالقول إن جلالة الملك قد بارك المشروع. ونحن نسألهم هل تم ذكر السلبيات وأن هناك عريضة ضد المشروع مقدمة من أكثر من 400 شخص من أهالي البديع الى جلالة الملك، نحن متأكدون أنه لم يذكر ذلك ولو تم ذكره لما بارك جلالته هذا المشروع، اذ إننا على يقين بأن هم جلالته راحة المواطنين. اننا نوجه رسالة الى أعضاء المجلس البلدي للمنطقة الشمالية لكي نحملهم كل المسئولية اذا ما تمت الموافقة على هذا المشروع، واننا سنقوم بإرسال خطاب الى جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء لتوضيح الجوانب السلبية للمشروع، علما بأننا اجتمعنا مع وزير شئون البلديات والزراعة منذ مدة وتم توضيح جميع الجوانب السلبية للمشروع ووعدنا خيرا، ولكن مع الأسف الشديد تم تحويل الموضوع الى المسئولين في التخطيط الطبيعي ونحن في انتظار الرد ولكن نعتقد بأن البيروقراطية تعطل الرد. كما ان هناك خطة الى مخاطبة بعض أعضاء مجلس النواب وعرض الجوانب السلبية للمشروع عليهم وكذلك بعض الجمعيات ذات الاختصاص. * رئيس صندوق البديع الخيري
العدد 1145 - الإثنين 24 أكتوبر 2005م الموافق 21 رمضان 1426هـ
