شهدت الساحة المصرية حديثا، اشتباكات طائفية بين المسلمين والمسيحيين أوقعت عددا من الضحايا بسبب احتجاج المسلمين على نص مسرحية تضمنت مشاهد اعتبرها المسلمون مسيئة لهم. المسلمون قالوا إن المسرحية عرضت خلال شهر رمضان الجاري في كنيسة ماري جرجس بحي محرم بك، فيما أكد مسئولو الكنيسة أنها عرضت لمدة يوم واحد فقط قبل عامين وأنها لا تتضمن إساءة للمقدسات الإسلامية. سارعت مختلف الجهات لاحتواء الحادث تجنبا لتطوراته التي من المحتمل أن تنعكس على صلب العملية البرلمانية التي تشهدها مصر قريبا وتؤثر سلبا على نتائجها، "حركة "كفاية" سارعت بالتنديد بحوادث العنف التي صاحبت تلك العملية وأصدرت بيانا دعت فيه إلى "تحقيق نزيه تعلن نتائجه على الرأي العام". وطالبت بالتصدي لما وصفته بمؤامرة الفتنة الطائفية "لتحويل الأنظار بعيدا عن مطالب الإصلاح ومواجهة الفساد والاستبداد". حوادث الشغب التي اندلعت ليست جديدة ولكن الجديد هو اندلاعها مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب التي يعلق المواطن المصري عليها آماله في تحقيق مطالبه عبر عضو مجلس الشعب الذي هو بمثابة حلقة الوصل بين الشعب والجهاز الحكومي عوضا عن الانتخابات الرئاسية المحسومة نتائجها مسبقا ولم تلب طموح المواطن على رغم التظاهرات المناهضة التي تزامنت مع الاستحقاق الرئاسي. وضع الشعب المصري مثال حي عن واقع معظم الشعوب العربية، إذا أرادت أن تنال لقمة الحرية المنتظرة، سرعان ما تنهال عليها غربان كاسرة، تخشى من نجاح تلك الفئة المحرمة بنيل مكاسبها بالطرق المشروعة، من دون حاجة اللجوء إلى منطق القوة، الذي حتى إن طالت زمرته فانه في الختام دائما يقمع بطلقات الرصاص
العدد 1145 - الإثنين 24 أكتوبر 2005م الموافق 21 رمضان 1426هـ