في قضية سابقة، كان الشيخ السلفي، "الشيخ" أكتبها واتحفظ عليها، يتحدث معي في وقت متأخر من الليل ويقول: إنني سأكتب من خلال مقالي بعضا من الكلام ضدك، ذلك لكي تكون لي حظوة عند من شكا عليك، عجبت قليلا من كلامه، فقال: لا تخف، الموضوع كلمتان فقط. .. ولكن ما إن خرج المقال إلا وهو انقلاب على كل ما تم التفاهم حوله، أي تلطيف الأجواء، فكان لموضوعه أثر في توتير الأجواء... وبعد فترة علمت أنه سيخوض الانتخابات النيابية وهو بحاجة إلى أصوات مجلس المسئول الكبير في "الفريج" الذي كتب ضدي من أجل أن يحظى بالحظوة، ومع الأسف فلا هو نال الحظوة ولا حافظ على صداقتي معه... هذه بداية الانقلاب الظاهر أما الانقلاب الباطن فعلمه عند ربي عالم السرائر... ثم بعد ذلك بدأت سلسلة التراجعات لدى الشيخ السلفي، فتارة يدافع عن الطائفيين وأخرى عن المتملقين وغيرها عن المنافقين، وذات مرة ارتفع الصوت ناحية الحرامية فما كان منه إلا أن طالب بالستر و"التدفدف" على أبناء الطائفة من سراق المال العام و"الحراميه" من أجل انتمائهم إلى الطائفة فقط؛ فالطائفة تحمي! الشيخ السلفي هو الآن يعمل "العمايل" ويبيع ثيابه، ويضحي براحته وعياله؛ من أجل الفوز بمقعد برلماني خذله فيه سابقا أصحابه ومحازبوه، وهو الآن يراضي الحرامية والرائشين والنصابين والمتملقين في المجالس الأهلية كل ذلك من أجل الفوز بمقعد في البرلمان... "لا ابوه برلمان!". لا يمكن بأي حال من الأحوال للإنسان الحر النزيه أن يسقط من حساباته آلام الناس والمظلومين من أجل الحصول على مقعد انتخابي "بلدي أو برلماني"، فذلك يعتبر خدشا رئيسيا في صدقية هذا الإنسان، إذ الناس لا تثق في من يبدل جلدته على رأس كل ساعة، فالحياة موقف والإنسان موقف، فإذا المرء لم يسجل مواقفه قبل الانتخابات، فهل سيسجل مواقفه بعدها؟! أشك في ذلك! الإنسان النزيه الذي يحترم دينه ومبادئه لا يقوم بهكذا عمل، خصوصا إذا كان هذا الإنسان مؤمنا بالمبادئ الإسلامية؛ فكيف يكون الوضع إن كان سلفيا! هنا المصيبة أعظم...! هذا الشيخ السلفي - هداه الله - مسح وجه الجماعة في البلاط بتصرفاته الطائشه غير ذات الفائدة على الدعوة والعمل الجماعي كل ذلك من أجل استحقاقات انتخابية ليس إلا... هذا الشيخ "طبعا لم يحصل على أدنى المراتب العلمية في الشريعة الإسلامية، ولكن حتى القط في احدى الدول القريبة يقال له شيخ، وكما يروى عن الشيخ جمعة توفيق أنه كان في محل للأشرطة الصوتية فسمع البائع ينهر قطا بقوله: "تت" يا شيخ!" المهم، هذا الشيخ ومن خلفه أحد المتمركزين في منصب وكيل وزارة مساعد، يقومون بإدارة الجمعية التي ينتمون إليها وكأنها دكان خاص، فالقرارات يصار إلى تنفيذها بحسب رغبات الشيخين وعن طريق الهاتف، فلا اجتماعات مجلس إدارة ولا هم يحزنون ولا قرارات بالاجماع ولا غالبية. والاثنان لا يعلو أي منهما على الآخر لا علما شرعيا ولا فقها بالواقع ولا مناقب أخلاقية، أي بصريح العبارة: "ألتم المتعوس على خايب الرجا". قال لي الشيخ السلفى قاعدتنا: "اننا نتعامل مع الفاسد ماليا ولا نتعامل مع الفاسد عقائديا". بالله عليكم هل هذا كلام موزون وعقلاني؟ وهل الفاسد ماليا إلا هو فاسد عقائديا؟! ولكن شيخنا يبدو أنه من شدة هلوسته وترتيبه للانتخابات النيابية القادمة فإنه لا يعتبر سرقات المال العام أو النهب المنظم لأراضي المحرق وغيرها من الفساد العقائدي! وبالتالي من الممكن السكوت عليها؛ بل ويعمل على تثبيط عزائم الناس في دفاعهم عن حقوقهم؛ لأن ذلك لا يعتبر فسادا عقائديا... أتساءل: كيف تفكر أنت بحق رب السماء؟! انه حقا نموذج سيء للسلفيين، واتمنى من الإخوة المنتمين للتيار وقبل أن تغوص الجمعية للركب في الوحل إنقاذ ما يمكن إنقاذه أمام الجماهير. وللحديث بقية..
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1137 - الأحد 16 أكتوبر 2005م الموافق 13 رمضان 1426هـ