المشروع الوطني للتوظيف خطوة على الطريق الصحيح لإيجاد حل جذري ونهائي لتفاقم مشكلة البطالة، ليس من باب إنهائها فلا توجد دولة في العالم من غير عاطلين، إلا أن المشروع جاء من أجل الحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق الدولة قبل الناس لتأثيراتها السلبية على الاقتصاد والسياسة والحالة الاجتماعية. ما أعجبني في المشروع هي الخطوات الصحيحة التي بدأ بها من شفافية في الطرح ووضوح في الآليات ليتميز عما سبقه من مشروعات كانت تسعى لحل مشكلة البطالة، بالوضوح والرقابة، والحملة الإعلامية التي بدأت في تهيئة الرأي العام وحث العاطلين على تسجيل أسمائهم ضمن قوائم المشروع. "بسواعدنا نبني الوطن" شعار المشروع لتأكيد أهمية كل ساعد على هذه الأرض في بناء هذا الوطن، فلا يوجد شخص غير مهم ولا حاجة منه، رسالة جيدة لتصحيح الوضع و"مسج" إلى الجميع بأن الحكومة تسعى لحل المشكلة. المشروع سيبدأ في تسجيل العاطلين مع مطلع شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، ما نتمناه هو أن نشهد طوابير العاطلين - التي قيل إنها تبلغ نحو 20 ألف عاطل بحسب دراسة مركز البحرين للدراسات والبحوث والتي شكك في صحتها الكثيرون - وهي تمد يدها للمشروع لإثبات حسن النية بين الطرفين "الحكومة والباحثين عن العمل" بعد سنوات طويلة شابت هذه العلاقة الكثير من الازمات والتوترات. على الصعيد الحكومي، نتمنى أن يسير المشروع الوطني للتوظيف على الطريق الصحيح الذي يسير عليه حاليا من دون أن ينحرف كما انحرفت المشروعات السابقة، وخصوصا مشروع الـ 25 مليون دينار، ومشروع توظيف 4 آلاف عاطل، لم تستطع تحقيق الأهداف المرجوة منها. نعد العاطلين بأننا كسلطة رابعة سنعمل على مراقبة المشروع، وإطلاعهم على كل جديد، حتى يكونوا على علم بكل تفاصيله، ويطمئنوا له ويشاركوا فيه خدمة لهذا الوطن، ودعوة صادقة نوجهها لجميع عاطلين وأولياء الأمور والمسئولين والمهتمين للمشاركة في المشروع وإنجاحه
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1136 - السبت 15 أكتوبر 2005م الموافق 12 رمضان 1426هـ