العدد 1135 - الجمعة 14 أكتوبر 2005م الموافق 11 رمضان 1426هـ

ضياع الوقت مع الأداء الحكومي البطيء

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

إذا شاء سوء حظك فستكون ممن قررت وزارة الأشغال والإسكان أن تقوم بحفر الشوارع المؤدية إلى منزلك. .. مثال بسيط على ذلك عندما قامت الوزارة بإغلاق نصف شارع سار لعمل المجاري، لقد ظل هذا الشارع مغلقا لمدة خمسة أشهر، ولا أدري لماذا يستغرق عمل المجاري كل هذه المدة الطويلة؟ لو كان هؤلاء العمال يقومون ببناء عمارة من خمسة أدوار لانتهوا منها قبل ذلك. وتعالوا لأهل المنطقة والتعب الذي عانوا منه بسبب اللف والدوران وراء لافتات "تحويل" حتى يصلوا مرة أخرى إلى الشارع الرئيسي بعد المنطقة التي يحدث فيها حفر المجاري. هل لأن العمل تحت إشراف حكومي لذلك هو بطيء؟. وما ذنب الناس في هذا البطء المثير للاعصاب... خصوصا عندما يكون الشخص على استعجال لحضور موعد مهم... أو عائدا إلى البيت بعد يوم عمل مرهق؟ ولا أدري لماذا يأخذ حفر المجاري من هؤلاء العمال الذي يتكون غالبيتهم من الآسيويين ذوي الرواتب الضئيلة الذين لا يعيرهم أحد في وزارة الأشغال اهتماما سواء عملوا أو لم يعملوا، لذلك يستغرق هؤلاء كل هذا الوقت الطويل، إذ لا يوجد لدي سبب آخر أفسر به هذا التأخير في إنجاز المهمة الموكلة إليهم ولغيرهم الممتلئة بهم شوارع البحرين وأزقتها لتعديل شارع ورصفه أو حفر المجاري. ولماذا غالبية من يعملون في الشوارع من وزارة الأشغال والإسكان من الأجانب، بينما يرغمون القطاع الخاص بتشغيل نسبة عالية من البحرينيين؟ لنقارن بين هذا البطء الحكومي وبين السرعة التي أنجزت بها شركة خاصة كبيرة الجسور العلوية والشوارع المؤدية إلى منطقة السيف... لقد تم انجازها في أقل من عام... وكذلك العمل الضخم الذي قامت به هذه الشركة الخاصة نفسها للشوارع المؤدية إلى حلبة سباق السيارات "فورملا 1". إن ذلك يدل على إهمال الموظفين ورؤسائهم في أعمالهم، إذ لو قام كل عامل ومسئول بعمله على أكمل وجه لانتهى من المهمة الموكلة إلى قسمه في سرعة قياسية... لكن البيرقراطية في الوزارات وعدم وضع الأشخاص في مناصبهم بحسب كفاءتهم... ومن يعمل مخلصا لا يجد من يقدره... ومن يتزلف للمدير وغيره ممن يرضى عنهم المسئولون نراهم في أبرز المراكز وفي أدوار استشارية وهم لا يعلمون من الاستشارة إلا اسمها. ولهذا السبب لا يؤدي الموظف الحكومي عمله بنشاط ناتج عن التقدير... وإنما بروح الإحباط التي ينتج عنها الإهمال وتعطيل شئون الناس، وهذا السبب هو وراء ذلك التعطيل وضياع أوقات الناس سدى في التحويل والإلتفاف والوقت ثمين في أيامنا المليئة بالأعمال. كما أنني ألاحظ جمود التعامل مع قوانين الوزارات الحكومية وعدم مراعاة روح القانون والهدف منها، إذ تعاني أحد المستشفيات الخاصة التي تتعامل مع مرضى بحرينيين من مشكلة عدم قبول المريض البحريني بأن يقوم ممرض أو حارس بحريني بحمله والتعامل معه عندما يكون مصابا بحالة من حالات الهستيريا المرضية... ما يعرض المستشفى إلى رفض هذه الحالات لعدم قبول المريض البحريني بذلك... وعندما طلبت المستشفى حارس أمن مصري... خبير في التعامل مع هذه الحالات... يقوم بهذه المهمة رفضت وزارة العمل توظيفه لكي لا يحل مكان الموظف البحريني. فهل يمكن للوزارة حل هذه المشكلة حتى لا يحرم المرضى البحرينيون من علاج الحالات التي يخجلون من رؤية البحريني لهم أثناء إصابتهم بها وعلاجها حتى لا يعرف المجتمع البحريني بمرضهم هذا؟ المستشفى الخاص في انتظار الاستجابة إلى هذه الحاجة المهمة لكي يمكن علاج مثل هذه الحالات المرضية... فهل يستجيب وزير العمل إلى هذا الرجاء الذي يصب في مصلحة المرضى النفسيين البحرينيين؟ * كاتبة بحرينية

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 1135 - الجمعة 14 أكتوبر 2005م الموافق 11 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً