تثير آراء رئيس الحكومة الاسرائيلي أرييل شارون ردود فعل مخالفة في أوساط الكونغرس الأميركي. ففي وقت سابق من الشهر الجاري قال العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ عن ولاية نبراسكا تشال هاغل في حديث له أمام مجلس العلاقات الخارجية في شيكاغو في ولاية إلينوي إن «من غير المرجح أن يكون الطريق لتحقيق سلام عربي - إسرائيلي يمر عبر بغداد كما يدعي البعض».
وقال هاغل الذي قام حديثا برفقة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جوزيف بايدن بجولة في المنطقة إن «القوة العسكرية وحدها سوف لن تضمن انتقالا ديمقراطيا في العراق ولن تجلب السلام إلى الاسرائيليين والفلسطينيين، كما أنها لن تضمن الاستقرار في الشرق الأوسط».
وشملت جوله هاغل وبايدن لتقصي الحقائق الأردن وفلسطين المحتلة وتركيا والسعودية وسورية وقطر وشمال العراق، وعاد هاغل من جولته أكثر قلقا إزاء الاستعدادات التي تقوم بها الولايات المتحدة، وقال مؤكدا: «يجب أن يكون هناك أكثر من الخيار العسكري».
وتقول مصادر مطلعة في واشنطن إن ادارة بوش التي ربطت نفسها بقوة مع شارون وسياساته المتطرفة تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وضد حزب الله في لبنان أوصدت أبوابها امام الرئيس الجديد لحزب العمل الاسرائيلي عمران ميتسناع، المنافس لشارون في الانتخابات الاسرائيلية على منصب رئيس الحكومة في 28 يناير/ كانون الثاني المقبل.
ونقل المعلق الأميركي روبرت نوفاك عن مستشارة بوش للأمن القومي كوندوليسا رايس قولها إن حزب الله وليس القاعدة هو «الأكثر إرهابية وخطورة في العالم» مشيرا إلى أن هذا يتفق تماما مع وجهة نظر شارون.
وقال هاغل: «ينبغي مواصلة العمل من خلال الأمم المتحدة لتعزيز موقفنا في التعامل مع (الرئيس العراقي) صدام» مؤكدا أن «زعماء الأردن وسورية والسعودية وتركيا حثونا على مواصلة هذا الموقف».
وقال هاغل إن سياسة الادارة الاميركية تعمل على «دفع اصدقائنا وحلفائنا في العالمين العربي والاسلامي إلى طريق مسدود، من دون أية بدائل جيدة، وذلك من خلال الضغط عليهم لدعوتهم إلى شن الحرب في غياب أي تهديد وشيك أو عاجل لأمننا»
العدد 113 - الجمعة 27 ديسمبر 2002م الموافق 22 شوال 1423هـ