لن أتحدث عن أفكار لوكا لمباراة اليوم المهمة التي ستجمع منتخبنا الوطني لكرة القدم في أوزبكستان في أولى مباريات الملحق المؤهل لنهائيات كأس العالم. .. ولن أتطرق إلى عطاء اللاعبين وتفانيهم وإخلاصهم في الملعب... ولن أكتب عن دعم الجماهير الرياضية لمنتخبها الوطني كواجب تفرضه الوطنية وحب هذه الأرض الطيبة... كما لن أتوقع نتيجة المباراة التي ستكون حافلة بالندية والإثارة... ولن أجامل أحدا وأقول إن منتخبنا حصل على الدعم الرسمي المناسب حينما خصصت له طائرة خاصة مليئة بالمواد التموينية، بالإضافة إلى الرعاية الطبية... فهذه الأمور تحدثنا عنها أكثر من مرة وأصبحت واقعا ملموسا، ولكنني سأتناول المباراة من ناحية الأهمية الكروية التاريخية. فعلى سبيل المثال، لو أننا قفزنا بالزمان إلى ما بعد خمسين عاما وأصبحنا في العام 2055م وتصفحنا ملفات الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، للتعرف على سجلات كأس العالم عبر التاريخ، فاننا سنقرأ اسم منتخب هذه الرقعة الصغيرة على خريطة العالم وقد تقدم على دول كالصين، الهند، إندونيسيا وكوريا الشمالية وتايلند التي تفوقنا أضعاف الأضعاف في جميع النواحي البشرية والمادية... إلخ. كما أننا سنجد أن منتخبنا شد أنظار العالم إليه كمنتخب متطور كان الأفضل على العالم العام 2004م، هذا بالإضافة إلى تأهله العام 2000م للتصفيات النهائية، وفي العام 2005م تأهل بصورة أفضل للملحق قبل النهائي المؤهل لمونديال ألمانيا. إذا، ما أود قوله: إن ما تحقق للكرة البحرينية يعد إنجازا كرويا في حد ذاته، وإن البحرين حققت بحصولها على المركز الخامس آسيويا إنجازا يجب أيضا أن نفخر به. كما أن عدم تحقيق نتيجة إيجابية اليوم لا يجعلنا نطالب برؤوس المهزومين، لأن الواجب علينا أن نقيم الموضوع من جميع جوانبه... وندعو دائما إلى التفاؤل وعدم النظر - دائما أيضا - إلى نصف الكأس الفارغ - وليس في كلامي هذا خنوع للواقع ولكن حافز وترقب للمستقبل - فالكرة صولات وجولات... وإذا لم نستطع أن نحقق جزءا من طموحاتنا الكبيرة اليوم، فنأمل أن نعوض ذلك في اللقاء القادم في البحرين. وأكرر ما ذكرته سابقا، بأن منتخب أوزبكستان يضم 13 لاعبا محترفا في أوكرانيا، روسيا وإيطاليا... وعلى رغم كل هذه الحقائق فإنني متفائل... وأدعو معي جميع الرياضيين إلى التفاؤل، وأأمل أن يتفوق منتخبنا في مباراة اليوم بإذن الله تعالى