لوحت إيران سابقا - قبيل موعد اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستصدار قرار يهدد برفع ملفها النووي إلى مجلس الأمن - باستخدام سلاح النفط ضد كل دولة تسنح لها الفرصة بالجري وراء الضغوط الدولية وخصوصا تلك الواقعة تحت رحمة العصا الأميركية، من أجل حصول الأخيرة على ضمان النصاب في عدد الأصوات لتمرير القرار الأوروبي والذي يسمح بتحويل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن تمهيدا لفرض عقوبات عليها من دون تحديد سقف زمني وفترة محددة لنقله. وكانت أولى الدول المعنية في تلك التهديدات هي الهند التي تبني مع إيران خط أنبوب للغاز الطبيعي يمر بالأراضي الباكستانية ومغبة وقف "صفقة الغاز"، إضافة إلى روسيا والصين، لكن تلك الدولتان الأخيرتان كانتا من أشد الدول إصرارا على رفض القرار الأوروبي، غير أن نيودلهي هي الدولة الوحيدة التي انجرت وراء الضغوط الذي لاقى تأييدها سخط داخل المجتمع الهندي. وجددت إيران تحذيراتها وقال المتحدث باسم الخارجية الإيراني حميد رضا آصفي إن "طهران مندهشة للغاية لأن الهند صوتت ضدها وهي التي تسعى إلى استيراد كميات كبيرة من الغاز من بلاده". وأضاف أن "بلاده ستعيد النظر في التعاون الاقتصادي مع هذه الدول"، ومن بين الدول التي وقفت ضد طهران أيضا اليابان التي تسعى لإقامة مشروع نفطي استثماري ضخم في أزاديجان جنوب غربي إيران. تهديدات إيران باستخدام سلاح النفط ليس بالموقف الجديد على أجواء منطقة الشرق الأوسط فبالأمس ذهب العرب وهم في عنفوان وأوج قوتهم إلى استخدام سلاح النفط إبان حرب أكتوبر/ تشرين الأول في العام 1973 ضد أميركا ونجحوا حينها في تحقيق نصر ليس من السهل على الأمة العربية نسيانه وآثاره المرضية على القضية الفلسطينية، إذا ماذا لو نجحت إيران في استراتيجيتها الجديدة هل سيقوى نفوذها أمام المجتمع الدولي أم ستساهم تلك الاستراتيجية في تقليص نفوذها وبث مزاعم وادعاءات تشير إلى صلة طهران بالإرهاب في منطقة اسمتها أميركا "الشرق الأوسط الكبير".