يطيب لي أن أعرب لكم عن خالص الشكر والتقدير للدور الذي تقوم به صحيفتكم في المساهمة في نشر الوعي الزراعي في المملكة، بما تنشره من أخبار ومقالات وتحقيقات عن هذا المجال. ويشار إلى المقال المنشور في صحيفتكم "العدد 1102" بتاريخ 12 سبتمبر/ أيلول 2005م على الصفحة "13" فإنه يسرني الإفادة بما يأتي: أولا، اننا نتفق مع الكاتب في أن النشاط الزراعي في مملكة البحرين يصعب عليه الدخول في منافسة مع مثيله من دول الجوار لأسباب كثيرة أشار الكاتب إلى بعض منها، ولكن لابد أن نتفهم أن القطاع الزراعي لا ينظر إليه من زاوية واحدة فقط تتعلق بقدرته على توفير الأمن الغذائي للسكان، لأن الهدف من وجود النشاط الزراعي يتعدى هذا الهدف بكثير، فالإنتاج الزراعي في البحرين يقوم فعلا بسد جزء - ولو يسير - من الاحتياجات الاستهلاكية للسكان من الخضراوات والفاكهة والتمور والألبان واللحوم الحمراء والبيضاء. وعلى رغم تواضع النسبة التي يمثلها الإنتاج النباتي في توفير احتياجات السكان من الخضراوات خصوصا، إلا أنه يجب أن ينظر إليه بشمولية أكبر، فالقطاع الزراعي في مملكة البحرين له مساهماته الفعالة في عدة مجالات، فهو يساهم إلى حد كبير في إعطاء الطابع البيئي الجيد للمملكة، إذ تعمل المساحة الزراعية كرئة خضراء لتنقية البيئة من الملوثات الكثيرة التي تنتشر في جو البلاد، كما أن انتشار المساحات الزراعية في مناطق كثيرة من البلاد يسهم إلى أبعد الحدود في عدم تصحر الأراضي، ما يسهم في تلطيف الجو والحد من الإحساس بارتفاع درجات الحرارة، وهو تأثير بيئي وصحي لا يستهان به، وله دوره في دعم وتنشيط المجال السياحي، كما أن للعمل الزراعي بعدا اجتماعيا قد يغفل عنه البعيدون عن هذا المجال، فهناك الكثير من الأفراد والأسر التي ليس لها مورد رزق سوى العمل في النشاط الزراعي، وذلك دليل على أن هناك عائدا اقتصاديا من ذلك العمل، وإلا لما كان يمكنهم الاستمرار سنوات طويلة متصلة يقومون فيها بزراعة الأرض وفلاحتها، وفي حال تحويل جميع المساحات الزراعية إلى أنشطة اقتصادية أخرى كالإسكان والصناعة - كما أشار المقال - فإن هذه الفئة من المواطنين وهي فئة المزارعين ستتحول إلى أعداد جديدة تنضم إلى طابور البطالة التي يعاني منها المجتمع البحريني. إن نشر الرقعة الخضراء يجب أن تكون دعوة عامة يتبناها كل فرد، لا أن نطالب بتقليصها والقضاء عليها بحجة استغلال الأرض في أنشطة أخرى