أكد خبير ديموغرافي فلسطيني أن المحتل الصهيوني أراد طمس التراث الحضاري والتاريخي والجغرافي من خلال العمل على تغيير أسماء الأماكن الجغرافية الفلسطينية. واستعرض أستاذ الجغرافيا والدراسات السكانية في جامعة الأقصى في غزة يوسف إبراهيم قراءة لأصل المسميات الفلسطينية لما كان يعرف بالمستعمرات في قطاع غزة. وقال إنه انطلاقا من الحرص على إظهار العمق الحضاري والتاريخي الفلسطيني كان لابد أن نبحث عن أصول المسميات التي أقيمت عليها هذه المستعمرات حتى نقوم بمسح آثار العدوان والاغتصاب، ولكي نقوم برسم معالم خريطة جديدة لمسميات الواقع الجغرافي الفلسطيني في غزة ذات العمق والجذور التاريخية، ومن الممكن أن نتعاون لإصدار خريطة جديدة للواقع الجغرافي الفلسطيني في قطاع غزة. وأضاف أن المشروع الصهيوني في فلسطين قام على ادعاء "يهودية البلاد وعودة اليهود إلى وطنهم" وعلى أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وبالتالي نشطت الممارسات الصهيونية لطمس الصورة الفلسطينية للمواقع والمسميات الفلسطينية وإظهار يهودية المكان، فكانت عملية تهويد أسماء ومعالم فلسطين من الأسس التي بني عليها المشروع الصهيوني، وذلك محاولة منهم لطمس الحقيقة وإخفاء جرمهم بالتعدي على أراضي الغير وإخفاء عملية الإحلال التي اتبعتها قيادات الفكر الصهيوني، فكانت الممارسات الصهيونية لفرض أسماء توراتية أو أسماء لشخصيات قيادية من العمل الصهيوني على معالم أرض فلسطين، سواء كانت الطبيعية منها أو الدينية أو السياسية. وأضاف أن محاولاتهم تركزت على طمس معالم الأرض لأنها هي مرتكز إثبات الذات وإنكار الغير، وهذا ما حصل من مسميات المستعمرات التي كانت قائمة على أرض قطاع غزة قبل 12 سبتمبر/ أيلول ،2005 فأسماء المستعمرات الصهيونية نسبت إلى أسماء توراتية أو لقيادات صهيونية مارست الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني أو نسبة إلى مواقع جغرافية لها أثر في التاريخ الصهيوني ومنها ما هو مبين في الجدول رقم "1". وعن مسميات المستعمرات والبدائل الوطنية، قال الخبير إبراهيم إنه لم تكن هذه المسميات التي أطلقها المغتصب على مغتصباته إلا ذات دلالات مرتبطة بالأرض والاقتصاد والجني والثمار حتى يرسخ ارتباطه بالأرض، وإن هذه المستعمرات أقيمت في أماكن ذات جذور فلسطينية يجب أن تعود إلى أصل مسمياتها، إذ أقيمت معظم هذه المستعمرات على طول الساحل الفلسطيني الذي يرتكز على التلال الرملية الصفراء والتي تكونت في الزمن الجيولوجي الأول قبل ملايين السنين. وأضاف أن إقامة المستعمرات على طول الساحل وعلى التلال الفلسطينية إنما كان يهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف التي أولها النواحي الأمنية، على اعتبار أن هذه التلال مناطق مرتفعة تطل على منطقة المواصي على طول خط الساحل، بالإضافة إلى أن هذه المنطقة تعتبر جيولوجيا منطقة خزان جوفي تقف فيها حدود المياه الحلوة مع المالحة من مياه البحر. وذكر أن هذه المنطقة تطل على الساحل الفلسطيني وعلى الحدود الفلسطينية المصرية الأمر الذي يضمن سيطرة على البحر والحدود في آن واحد، ومنطقة المواصي في خانيونس تنقسم إلى ثلاث مناطق، الأولى: ويطلق عليها اسم مواصي البلد، وتقع غرب مدينة خان يونس، الثانية: ويطلق عليها اسم مواصي السطر "السطر الغربي"، وتقع شمال مواصي البلد، والثالثة: ويطلق عليها اسم مواصي القرارة، وهي شمال مواصي السطر وجنوبي مواصي دير البلح ويفصل تلك المواصي ثلاثة تلال هي: تل قطيفة مواصي القرارة، تل ريدان مواصي السطر وتل الجنان مواصي خان يونس البلد، وكلها تقع ضمن مواصي منطقة خان يونس، وبالتالي يجب علينا أن نعيد أسماء هذه المستعمرات إلى أصلها ذات الجذور الفلسطينية والتي أقيمت على هذه التلال المنتشرة على طول الساحل الجنوبي لفلسطين وهي كما يأتي: 1- تل الخرائب: يقع في أقصى جنوب الساحل الفلسطيني عند رفح عند خطي عرض 20 و31 وخطي طول 13 و34 وعنده تبدأ الحدود الفلسطينية - المصرية. 2- تل ردان: يقع في أقصى جنوب الشاطئ الفلسطيني، إلى الجنوب الغربي من دير البلح. 3- تل العجول: ويقع على بعد "7" كلم إلى الجنوب الغربي من غزة، وكانت تقوم عليه البلدة الكنعانية "بيت اجليم" ويرجح أن موقع غزة "ما قبل التاريخ" كان عليه. 4- تل القطيفة: ويقع على شاطئ البحر المتوسط في أقصى جنوب السواحل الفلسطينية إلى الجنوب الغربي من دير البلح عند خطي عرض 24 و31 وخطي طول 18 و.34 وانطلاقا من حرصنا من الناحية الجغرافية على إظهار التراث الفلسطيني وحضارة فلسطين الممتدة في عمق التاريخ سيقوم الباحث بتقدير مواقع التلال السابقة ووضع المستعمرات في أماكنها على هذه التلال، كما هو في الجدول رقم "2". وذكر إبراهيم أن السلطات الصهيونية تعمدت طمس الأسماء الحقيقية للأراضي التي أقيمت عليها المستعمرات في قطاع غزة وأنه تمت مراجعة الهيئة العامة للاستعلامات لسلطة الأراضي في غزة ومن خلال مراجعتها لسجلات الطابو فوجدت أن غالبية تلك المستعمرات البالغ عددها ،21 هي حكومية، من ضمنها 3 مستعمرات هي في الأساس تعود إلى عائلات فلسطينية في جزء منها، وفي الجزء الآخر للحكومة الفلسطينية. وذكرت سجلات سلطة الأراضي الفلسطينية أن "5" مستعمرات كانت واقعة في شمال القطاع، هي أراض حكومية خالصة، فيما تقع مستعمرة بيت حانون "إيرز"، على أراضي بيت لاهيا، وموقعها غفر التين وبقية غياضة، والعصافير. أما مستعمرة نيسانيت، وتقع على أراضي بيت لاهيا، وموقعها في منطقة غفر التين وبقية غياضة، والعصافير. وأما بالنسبة لمستعمرة إيلي سيناي، والتي كانت قائمة على أراضي بيت لاهيا، وبالتحديد في موقع اللهاونة، كما تقع مستعمرة دوغيت في بيت لاهيا، وموقعها في العمية الشرقية. أما مستعمرة نيتساريم فتتكون من 6 قطع، وتقع أراضيها بين غزة الدرج وأراضي أبو مدين، ومستعمرة كفار داروم الواقعة وسط قطاع غزة، فتتكون من 3 قطع، وتقع كلها في أراضي دير البلح، كما أن مستعمرة تل قطيف تفع أراضيها في دير البلح وبالتحديد في موقع البركة الغربية، هي أراض حكومية. وذكر أنه من خلال مراجعة القائمة التي نشرتها هيئة الاستعلامات الفلسطينية يتضح أن جميع مواقع المستعمرات أقيمت أراضي تنسب إلى عائلات كـ "اللهاونة، الملالحة، الزعاربة، الأغوات، الدراغمة، اللحام، النجار، الجبور، أبوشلوف، أبومدين" أو أن المواقع نسبت إلى طيور وحيوانات وذلك تجسيدا لهذه الأماكن على أنها كانت أحراش ومحميات طبيعية تعيش فيها العصافير والطيور والحيوانات "العصافير، الخنازير، الطير، العجول" أو أن أسماء المواقع التي أقيمت عليها المستعمرات كانت تعود لأسماء شجر وثمار مثل "التين، العوسج" أو تلال "تل الرمل، تل الجنان". ودعا الخبير إبراهيم ذوي المسئولية واتخاذ القرار إلى اعتماد الأسماء الأصلية التي كانت تعرف بها الأراضي التي أقيمت عليها ما يعرف سابقا بالمستعمرات الصهيونية، كما دعا الإعلاميين والصحافة إلى عدم تكرار أسماء المستعمرات وتسليط الأضواء على الأسماء الأصلية
العدد 1115 - السبت 24 سبتمبر 2005م الموافق 20 شعبان 1426هـ
نونو
حلووووووووو كتير بتعرفنا التراث اكتر