أعلم أن "الطائفية" أصبحت تهمة متوافرة في الأسواق بثمن بخس يجل عنه ثمن البقل والثوم والبصل الهندي، وأعلم أنني سأتهم بها من قبل بعض باعة تلك السوق الرائجة فيها سلعة الاتهامات المذهبية، ولكن على رغم ذلك كله لابد لي من تسليط الضوء على الزوايا التي يحاصر فيها "الطائفيون" حتى "أسماء" الشخصيات التي لا تعجبهم، وكأن الدين "ملك خاص" في متاجرهم يصرفون منه إن أرادوا ومتى شاءوا! اعتاد الخاوون "وطنيا" على اتهام غيرهم بـ "الطائفية" و"عدم الوطنية" لمجرد التساؤل عن وجود "مظاهر الطائفية" ولن يكون ذلك مبررا لتمرير موضوع "إلغاء مدرسة الإمام الصادق عليه السلام، وإلغاء اسمها معها" لابد من تسليط الضوء على ذلك على رغم أن البعض تمترس خلف حجة "إما أن تصمت عن الحديث عن التجاوزات الطائفية وإلا فسنتهمك أنت بالطائفية!". الإمام الصادق شخصية ليست نكرة غفل عنها التاريخ حتى نستكثر عليه اسم مدرسة كانت من أوائل المدارس التي بنيت في البحرين منذ مطلع القرن الماضي؟ فهو شخصية لا يمكن أن يجيب عن ماهيتها إلا رجل مثل الإمام أبوحنيفة النعمان حينما قال للمنصور عندما سأله عن الصادق "ما رأيت أفقه من جعفر ابن محمد". حاولت إقناع نفسي بأن إلغاء الاسم ليس "مقصودا" وكان ذلك قبل أكثر من خمس سنوات عندما ألغيت المدرسة الجدحفصية، وقلت في نفسي إن وزارة التربية التي من وظيفتها تربية أبنائنا على المنطق الوحدوي، وليس الطائفي، لا يمكن أن تلغي اسما كهذا وستقوم باستئناف استخدام الاسم إذا بنيت مدارس أخرى، ومضت السنوات وبنيت عشرات المدارس ولم يكن نصيب الإمام الصادق منها شيئا ! بينما أخذت بعض الأسماء الأخرى تستهوي "الوحدويين" في وزارة التربية وكان اسم "مدرسة النزهة" أهم! واسم "مدرسة المعرفة" أجل، واسم "مدرسة الروضة" أحلى، واسم "مدرسة الوادي" أكثر امتدادا في جذور التاريخ، أما اسم "مدرسة الإمام الصادق" فلم يكن خفيفا على قلوب سوداء بداء الطائفية اشتغلت منذ اليوم الذي ارتفعت أسهمها في "وزارة التربية" بتمزيق الأمة من داخل المؤسسة الرسمية أكثر من انشغالها بواجبها المهني! فهل سيتصدى وزير التربية لتربية أولئك المسئولين على "الوحدة" لا "الفرقة"، حتى لا تكون الجهة التي نسلمها أولادنا لنربيهم هي الجهة التي نخاف منها على أولادنا!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1115 - السبت 24 سبتمبر 2005م الموافق 20 شعبان 1426هـ