شبه سؤال: ما بال الصبية لا يطيقون مادة التعبير والإنشاء في المدارس، ما بال قواعد اللغة العربية والنحو والصرف أصبحت مواد يتأفف منها الآباء قبل الأبناء، وما بال بعض النخبة، هؤلاء الذين تعتبر الكتابة جوهر نخبويتهم لا يطيقونها "ملل". إجابة ناقصة: خطر كبير ينشأ بين ظهرانينا، وهو عقدة الاستغناء عن العامل اللغوي أو الانكماش تجاه ضبط اللغة تركيبا ونسجا، لعل الرابح في هذا الإشكال هو ثقافة الصورة والخاسر الأكبر هو الكتاب "قهر". - لاشك في أن المخزون المعلوماتي والثقافي لهذه الأجيال هو أضعاف ما كان لدى الأجيال الماضية، غير أن ملكة التعبير تضيق في حال حرجة. إن انحسار الملكة اللغوية إلى حد العدم دلالة تعود مرجعيتها إلى ثقافة الصورة التي أمست سائدة.
شبح سؤال: لعل الصورة أداة قمع الخيال لم تعد تمنح هذا الجيل فرصة للتخيل، والتخيل الذي هي محرومة منه يتضمن في تكونه تشخيص الحركة وما يعين على تجسم الحدث، وغدت الصورة تلعب هذا الدور ببساطة متناهية محتكرة دور اللغة ولمجالات عملها وحتى لمتعتها إن صح التعبير "فرضية". إجابة متحاذقة: بداية، كانت الصورة هي وسيلة الإيضاح التي ترفق بالنص لتساعد المتلقي على الإلمام والفهم للنص، كانت الطريق نحو استحصال المعرفة التي يحتفظ بها النص بقدسية واضحة، كانت الصورة تلعب دور المساند والمساعد للكلمة المكتوبة. ثم تقدمت الصورة في تسارع رهيب لتأخذ مكان القداسة المعرفية للنص، وأضحى التعليق بكلمة أو كلمتين أمرا بالاستطاعة الاستغناء عنه، إن لم يكن من الأفضل فعل ذلك. " ملل مرة أخرى". - إن كانت الكلمة تتصف بالتعقيد، و تنحو نحو الاستخفاف بالقارئ، فاليوم يستطيع القارئ استحصال المعلومة من دون الحاجة للنص، هو يستطيع الرؤية والفهم كما يريد أن يفهم بلا خديعة. "فرضية ذكاء..."
سؤال مستتر: هل تستطيع الصورة أن تخدع من يشاهدها؟ "براءة". إجابة بسيطة/ نعم. "المزيد من الملل". - قد تكون الصورة أكثر خداعا من اللغة. "هزيمة... يزاحمها شيء من الملل".
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1110 - الإثنين 19 سبتمبر 2005م الموافق 15 شعبان 1426هـ