كنا من الأشخاص الذين استبشروا خيرا بولادة القناة الرياضية على رغم علمنا الكامل بقصور الإمكانات الفنية والمالية والأجهزة الإلكترونية التي ستكون عقبة أمام انطلاقة هذه القناة. .. وكنا نأمل في أن يتلاشى هذا القصور تدريجيا بعد أن تتضح معالم التجربة التي استمرت حتى الآن أكثر من ثلاث سنوات، ولكن - للأسف - ما يحدث في الكثير من الأحيان يجعلنا نشير إلى أن هذه القناة لم تستفد من تجربتها ولن تتطور وتواكب التطور الكبير الذي تشهده المنطقة سواء كان رياضيا أو إعلاميا أو حتى فنيا وإداريا. فقد كنا على علم مسبق بأن قناتنا الرياضية لن تتمكن من منافسة القنوات الخليجية التي باتت تنقل الفعاليات الرياضية في مختلف بقاع العالم، بل أصبحت تتنافس في نقل أبرز الدوريات الأوروبية واللقاءات العالمية، ولكننا كنا نعشم أنفسنا بنقل أبرز الفعاليات الرياضية العربية والخليجية، وخصوصا التي تشارك فيها منتخباتنا الرياضية، وذلك لسبب أن هذه الفعاليات لا تتطلب أموالا طائلة لنقلها حية على الهواء مباشرة، بل تتطلب فقط رسوما مالية بسيطة وتنسيقا ناجحا مع القنوات الرياضية العربية والخليجية وبرمجة عملية وحضور للقناة الرياضة وسط هذا الخضم المضطرد من البطولات الرياضية والمحلية والخليجية والعربية، بالإضافة إلى العالمية. ولكن - للأسف - وبعد ثلاث سنوات من ولادتها - مازالت - القناة الرياضية "مكانك راوح"، إذ مازالت عقيمة في عطائها، فهي قد أغفلت نقل بطولة كأس مجلس التعاون للكرة الطائرة التي أقيمت في الدوحة وشارك فيها منتخبنا، كما أغفلت نقل البطولة الآسيوية لكرة اليد المقامة حاليا في الأردن بمشاركة الأهلي، كما أغفلت - أمس - بطولة أندية التعاون التي يشارك فيها الرفاع. كما أغفلت - أيضا - نقل عدد كبير من الفعاليات في مختلف الألعاب، هذا بالإضافة إلى قلة وشحة البرامج المحلية الرياضية التي تشد المشاهد الرياضي، لذلك أصبحت الثقة فيها شبه معدومة وقدرتها على التطور ومواكبة الحوادث ولد عزوف المشاهد وعدم الإقبال عليها بالصورة التي يتمناها أبسط المتفائلين. لذلك، فإذا كانت لي كلمة في هذا المقام أوجهها إلى المسئولين في وزارة الإعلام، وليس للقائمين على القناة الرياضية - لأن لا حول لهم ولا قوة - وأقول - للمسئولين - إذا لم يتيقنوا بعد أهمية هذه القناة الرياضية والمفعول السحري لها على المشاهد والمبالغ الكثيرة التي يدرها التسويق الرياضي.. فالأفضل لهم أن يعلنوا الحداد عليها، ويغلقوا المحطة