لا أعرف كيف أبدأ الحديث معكم هذه المرة، فالمواجهة ربما تكون صعبة. في الحقيقة لست في موضع الدفاع عن النفس وأتمنى ألا أكون واقعة تحت تأثير ردة الفعل، ولكن عندما يشعر الإنسان بأنه مخطئ يكون ضعيفا، ولكنني هذه المرة لا أبدو كذلك، أشعر بالقوة والجرأة، لكوني أواجه الخطأ بالشكل الصحيح، ما يجعلني أبدو أقوى وأشجع مما كنت أتوقع. فالإنسان خلقه الله تعالى وهو معرض للخطأ، وكلنا نعلم بأن خير الخطائين التوابون، وهذا ما تربيت ونشأت عليه. ومنذ نعومة أظافري تعلمت الاعتراف بالخطأ ومواجهته ومحاولة تصحيحه مهما كان صغيرا... فهذا مصدر قوتي. اليوم أعزائي الأفاضل أعترف لكم بأنني أخطأت في حقكم، ولكن حتما لم أكن أقصد ذلك، عندما اقتبست في الآونة الأخيرة بعض الأفكار لبعض الكتاب ودونتها في مقالاتي من دون توثيقها، لا حبا في نسب ما تم اقتباسه "أستغفر الله"، فنحن تلاميذ في مدرسة الحياة وكل يوم نتعلم الجديد والمفيد، ولا جهلا بتلك الأمور، فالأمانة العلمية وأخلاق المهنة نلتزم بها كما نعرف الضوابط الشرعية، ولكن ربما كان ذلك هفوة وغفلة "فلكل حصان كبوة". ربما يرجع ذلك إلى طبيعة الأداء... ولست اختلف كثيرا عن الآخرين، فالبعض على سبيل المثال يضطر إلى اللجوء إلى قراءة الأدبيات المتعلقة بالموضوع هنا وهناك، سواء من خلال التصفح في المواقع الإلكترونية أو الاطلاع على المراجع والكتب، لبلورة موقف ورؤية بشأن الموضوع رغبة في إضافة جيدة، والبعض لا يقرأ أي شيء مما كتب عن الموضوع ذاته خوفا من التأثر بوجهات النظر المطروحة، إلى جانب آليات أخرى للكتابة. ما حصل هذه المرة أن اتبعت الآلية الأولى فوقعت في شراك الثقة، وهذا ما أراه على وجه الدقة لا التبرير، فقد رغبت في كتابة موضوع عن "الانتهازية السياسية" وما دفعني إلى ذلك توافر الكثير من المعطيات بشأن تكاثر الشخصيات الانتهازية، فشعرت بحاجة ماسة إلى الاطلاع. قررت حينها البحث عما كتب في هذا المجال على المواقع الإلكترونية، قرأت الكثير ووجدت نفسي قد تأثرت بما قرأت وتبنيت الطرح الذي أعجبت به شخصيا، وهذا ما اقتبست منه من دون أن أشير إلى المصدر. قديما قيل: "الاعتراف بالذنب فضيلة"، وأنا أؤمن تماما بهذا القول، كذلك حينما أعمد إلى نقل تجربة معينة في بلد معين أضطر حينها إلى نقلها إلى القارئ كما هي بأمانة وربطها وتحليلها كما حصل عندما نقلت تجربة ماليزيا في مكافحة الفقر. لم أكن حينها أتبين أنه خطأ، لأنه غير مقصود. إن هذه كانت تجربة مرة بالنسبة إلي، ولكن بالنتيجة النهائية كان الدرس مفيدا للغاية، مع وجود حرص ذاتي لتلقي الدروس والعبر من المواقف الحياتية، وخصوصا أنني لم أكن أضمر نوايا للتنكر والمكابرة ولا الادعاء. إنني فعلا اقتبست من كتابات أخرى من دون الإشارة إلى المصدر، وأنا أقدم اعتذاري للمصادر، فما قمت به لم يكن صحيحا، إذ كان يجب أن أشير إلى المصادر بوضوح. والأمر الآخر الذي أود التأكيد عليه: "رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي"، وهذا واجب علينا جميعا، وأرجو أن أكون قد وفقت في توضيح الموقف من جوانبه المختلفة
إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"العدد 1106 - الخميس 15 سبتمبر 2005م الموافق 11 شعبان 1426هـ