الصحافي المخضرم الأستاذ علي سيار هو والد لكثير من الناس ومعلم لكثير من الناس وأخ لكثير من الناس وصديق لكثير من الناس... أما بالنسبة إليّ فأنا أقولها وبكل شرف هو: جميعهم، هو الوالد والمعلم والأخ والصديق وقد تمكن وبواسطة خبرته وحنكته وطيبته من عمل ما لم أتمكن من عمله... والاعتراف بالحق فضيلة... بالأمس صباحاً وفي مكتب الأستاذ القدير علي سيار الذي يقع في شارع المعارض تمت المصالحة بين الأخ الكريم محافظ المحرق سلمان بن هندي وبين أخي الكاتب محمد العثمان، واليوم (الثلثاء) سيذهب المحافظ إلى وزارة العدل لإلغاء القضية التي رفعها ضد كاتب المقال الشهير وسيسدل الستار على هذه القضية التي شغلت الكثير من الأقلام وأخذت بعداً وحيزاً أكبر من الواقع...
في بداية الأزمة وقبل تطورها إلى قضية كبيرة ترفع ضد كاتب المقال محمد العثمان اتصلت بأخي محافظ المحرق وحاولت أن أثنيه عن عزمه في رفع الأمر إلى القضاء ثم كتبت له مقالاً نابعاً من قلبي وكان عنوانه «على راسي يا بوعيسى» وذكرّته فيه بأيام العمل مع بعضنا في قوة دفاع البحرين وبصحبتنا وبأني أمون عليه وأعزه كثيراً ولا أقبل له المهانة وقلت له إني سأحضر إلى مكتبه ومعي الأخ محمد العثمان لننهي الموضوع قبل أن يصبح قضية فرفض... وفي اليوم التالي ذهبت إلى مكتبه في محافظة المحرق وقد كان بصحبتي صديقي الأخ الكريم إبراهيم عبدالرحمن الشافعي وهو ضابط كبير متقاعد من قوة دفاع البحرين ويملك رصيداً كبيراً من الطيبة ودماثة الأخلاق وقوة الإقناع وله معزة كبيرة لدى أخي المحافظ... قلت عل وعسى نحاول إقناعه بالتنازل عن رفع القضية ضد الكاتب وبيّنا له المكاسب التي سيجنيها من عدم رفع القضية والخسائر التي من الممكن أن تصيبه إذا استمر في رفع القضية وحاولنا وترجينا كثيراً... ولكن مع الأسف لم نوفق...
والمضحك في الموضوع أن العاملين في محافظة المحرق وخصوصاً الذين في مكتب المحافظ كانوا قد قرأوا مقالي الذي ذكرت في نهايته أني سأذهب إلى صديقي بوعيسى وبصحبتي كاتب المقال (محمد العثمان) وعندما ذهبت إليه وبصحبتي صديقنا المشترك الأخ إبراهيم الشافعي ظن الجميع أنه كاتب المقال فكانت نظراتهم له قوية تخترق القلوب، وعندما جلسنا في مكتب المحافظ كانت أكواب العصير والشاي التي تقدم له ناقصة أو في نصفها وعندما سلّمنا وهممنا بمغادرة مبنى المحافظة همس المحافظ في أذنه، وقال إن الجميع يظنه كاتب المقال وقد جاء يعتذر، فصرخ الأخ إبراهيم مازحاً «أين الكاميرات، أحضروها سريعاً لنصور الاعتذار المقدم إلى المحافظ»...
لقد كنت أمنّي النفس بأن أنهي القضية قبل أن تصل إلى ساحات المحاكم ويحصل ما لا تحمد عقباه... ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، ومع أن جهودي كانت لصالح عمل الخير فقط فإني لم أوفق في مسعاي... وحصل الذي حصل ووصلت القضية إلى المحاكم وتدخل فيها أناس كثيرون بعضهم في هذا الصف وبعضهم في الصف الآخر، وكتب عنها أناس كثيرون وغالبيتهم من المساندين للكاتب أو المتعاطفين مع قضيته... وزاد الضغط على صديقي المحافظ من أجل التنازل وإلغاء القضية، حتى تمكن أستاذنا الجليل علي سيار من إقناع محافظنا الكريم سلمان بن هندي بأن إلغاء القضية المرفوعة من قبله ضد كاتب المقال هي في صالحه قبل أن تكون في صالح غيره... وأخيراً اقتنع المحافظ وهو ذاهب اليوم إن شاء الله لإلغاء القضية وإنهائها...
اليوم استراح قلبي من حِمل كبير، لأن الكاتب عزيز عليّ والمحافظ هو صديق لي، وسوف لن أكون سعيداً إذا تطورت القضية بينهما في المحاكم وفي الصحف... اليوم استراح قلبي لأن المحافظ عرف قدر معزتي له عندما حاولت من البداية أن أثنيه عن المضي قدماً في القضية... اليوم نقول للأستاذ علي سيار: شكراً
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1103 - الإثنين 12 سبتمبر 2005م الموافق 08 شعبان 1426هـ