في العام ،1936 وفي قضية عرضت على المحاكم الاميركية بين Gorshean مقابل American Prees، حكمت المحكمة العليا الاميركية، بأن الحكومة لا تستطيع فرض الضرائب على توزيع الصحف. لأنها طريقة مازالت مستعملة من قبل الكثير من الحكومات في العالم لاستهداف الصحافة بشكل غير مباشر، وهي بذلك ترهقها. في العام ،1988 وفي قضية بين إحدى المجلات مقابل Falwell حكمت المحكمة العليا بأن الصحافة تمتلك الحق في السخرية من الشخصيات العامة، حتى إذا كانت مثل هذه المحاكاة الساخرة "شنيعة"، أو إذا كانت سببا في خلق "ضيق عاطفي". كذلك تذهب التشريعات القضائية إلى انه يحق للصحافي الامتناع عن اجابة أي سؤال أو استفسار قضائي. تنتشر في كل الولايات الاميركية مجالس محلية لمراقبة الصحافة، وظيفتها هي احكام الرقابة على الاجهزة الاعلامية ومدى اهتمامها بالصالح العام في الولاية، وثمة الكثير من الحوادث التي نستشف منها، أن الصحف الاميركية غالبا ما تحرص على الحفاظ على سمعتها ومكانتها وحرفيتها، خوفا من الانتقادات أو العقوبات التي قد تفرضها هذه المجالس الوطنية. شاهد الحديث في هذا السياق، أن الصحافة الخليجية في واقعها اليوم تحتاج إلى أن تتدخل كل المؤسسات المدنية في عملية اصلاحها وتنمية فضاءاتها الانتاجية والرقابية، لا يمكن للمجتمع أن يراهن على الصحافيين أنفسهم في هذا السياق، فالغالبية منساقة إما للسلطة التشريعية أو التنفيذية بشكل مفضوح للقارئ. إن المصالح السياسية تلعب لعبتها المفضوحة لتكشف عن بعض رؤساء التحرير بوصفهم "أدوات تخريب"، أكثر من كونهم مسئولي انتاج إعلامي مميز، يتصف بالمهنية واحترام القارئ، هذا ما يجعلنا في حاجة ماسة إلى تفعيل أدوات ضغط حديثة للجم الصحافة حين تنزاح عن مهماتها إلى ان تلعب دور "مؤسسات الترويج" إذا كانت الصحافة حقلا مكتملا، فإنها اليوم بحاجة إلى من يسبر في القوى الرمزية المتحكمة بها، الصحافة بحاجة إلى حلحلة سياقاتها وأدواتها، سعيا لتحويلها لما يشبه الهم الاجتماعي العام
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1101 - السبت 10 سبتمبر 2005م الموافق 06 شعبان 1426هـ