العدد 1100 - الجمعة 09 سبتمبر 2005م الموافق 05 شعبان 1426هـ

من يحاول تمزيق روح الوحدة الوطنية بين أهل السنة والشيعة؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

هل من حب الوطن ما يحدث من طعن وشتائم وحفز للروح الطائفية المفعمة بروح الكراهية بين أبناء المذهب السني والمذهب الشيعي في السنوات الأخيرة. هذه الظاهرة المريضة التي لم نلحظها أبدا قبل الثمانينات والتسعينات ثم ازداد اشتعالها قبل وقوع الحوادث المؤسفة التي انتهت بالميثاق الوطني وبعده وإلى الآن. لكن ما ألاحظه الآن أن أوار هذه الحرب اشتعلت أكثر منذ أن دخلت القوات الأميركية العراق وقلبت نظام صدام حسين... وتحولت إلى شتائم وإثارة روح العداء بين أصحاب المذهب السني والمذهب الشيعي الجعفري لا في البحرين فقط وإنما في العراق أيضا. لمصلحة من يحدث ذلك الأمر الذي لا أحبذه ولا تؤيده أي روح وطنية تربت على تراب البحرين التي عرفت شوارعها وبيوتها حب أهل البحرين السنة لمواطنيها من أهل الشيعة والشعوب المنتمية للأديان الأخرى؟ ما هذه المهاترات المسمومة التي تحدث في غرف الأحاديث في الإنترنت... والمقالات التي تحمل اللمز والنقد التي تنشر في الصحف اليومية بين بعض الصحافيين. إن ما يحدث مأساة تهدف إلى قتل روح الوحدة بين أبناء الشعب السني والشيعي اللذين تربوا على حب البحرين بالدرجة نفسها والمستوى نفسه من العمق والأصالة... وأن التفريق في المعاملة بينهما سواء في المراكز أو الوظائف أو الرعاية ليس في مصلحة مملكة البحرين لا حاضرا ولا مستقبلا... فكلنا أبناء هذه الأرض الطيبة ومن يحمل الولاء لهذا الوطن يجب أن يكافأ على قدر هذا الولاء سواء كان سنيا أو شيعيا... نحن جميعنا بحرينيون وولاؤنا لوطننا قبل مذاهبنا ومن يحمل هذه الروح الوطنية يجب أن يعيش بكرامة وعزة نفس في ظل دخل يتناسب مع درجاته العلمية التي يوظف بحسب تنوعها... ومن لا يعمل من العجزة والأيتام والعاطلين منهم بسبب تشوهات جسدية يجب أن يكون لهم دخل ورعاية من الدولة تمكنهم من العيش في ظل حياة بسيطة كريمة. من يحب البحرين ويريد الاستقرار في المجتمع والاقتصاد عليه أن يفكر كيف يعمل على توفير المناخ للوحدة الوطنية لا التفريق والنبذ والاتهامات التي وصلت أعوذ بالله إلى التكفير؟ لم نكن أبدا نشعر بالفرق بين المواطن السني والشيعي عندما كنا في مدرسة الزهراء الابتدائية أو ثانوية المنامة التي تجاورها... كان معظم صديقاتنا من فريق المخارقة نتزاور معهم ومازالت المحبة والالفة والذكريات الجميلة نتذكرها عندما نتقابل كصديقات... ولم نكن نشعر بالفرق بين المذهبين بطريقة عادية إلا في التاسع والعاشر من محرم... وكنا نذهب لتشاهد المواكب التي تسير في الشوارع ممثلة ليوم مقتل الحسين وأهله من آل البيت "ع". لقد تربينا في بيتنا على يد شخص كريم شيعي يدعى عبدالله وكان كالأخ الكبير لنا يرعانا ويحبنا ويعيش في بيتنا... مازلت أذكر جهده الذي يبذله لكي يدخل البهجة إلى قلوبنا في أعياد ميلادنا... ومازال أكثر من عمل لدينا من البحرينيين وفاء لأمي يأتي لزيارتها محملا بالهدايا البسيطة الغالية على نفوسنا... لا يتزلف ولا يطلب شيئا... عزة نفس احترمها كثيرا على رغم فقره... لكننا رددنا الجميل بأن قمنا بتشغيل كل بناته المخلصات المجدات لأننا ضمنا ولاءهم النابع من ولاء أبيهم... ومعظم موظفي المؤسسة التي انتمي إليها من المخلصين من أهل الشيعة... فلماذا هذا العداء بين أهالي المذهبين. لقد جئت بهذا المثال القائم على وقائع حية وشخصية لكي أثبت... ان المحبة والتوافق على رغم اختلاف المذاهب هما ما يجب أن يكون واقعنا كبحرينيين عليه ويحتمه حبنا لبلدنا الحبيب البحرين وولاؤنا لها... وإذا كانت هناك نفوس شيعية تسب الصحابة الأوائل لأغراض جاهلة بحقيقة الأوضاع في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وهناك نفوس سنية يردون عليهم بالكراهية والتحقير... فهذا شأن هذه النفوس الجاهلة من كلنا الطائفتين لكنهما لا يمثلان الطائفتين الشيعية والسنية الكريمتين في البحرين. ودعونا نحل مشكلات أهم وهموم أكبر تتمثل في البطالة ورفع مستوى معيشة الفقراء ورفع الرواتب للبحرينيين... وتوظيف البحريني المتخصص في الوظيفة المتوافقة مع تخصصه والبحث عن الكوادر البحرينية العالية التخصص لتعمل برواتب مغرية في أماكنها المناسبة... ليعلو الوطن ويرتفع اسم مملكتنا الحبيبة. فهل ينفذ المسئولون ذلك وتنتشر روح المحبة والاخوة بين الشيعة والسنة في البحرين... هذا ما أرجوه وترجوه كل نفس مخلصة ومحبة لبلادنا الغالية واستقرار الحكم فيها وتطور اقتصادها لتتطور حياتها الاجتماعية وغيرها

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 1100 - الجمعة 09 سبتمبر 2005م الموافق 05 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً