فجعنا وفجع الكثيرون أيضا من جراء الفاجعة الأليمة التي حلت على عراق الحضارات والمقدسات باستشهاد مئات القتلى على جسر الأئمة في بغداد في رسالة مصبوغة باللون الأحمر، وهي ضريبة صعبة وضرورية لإثبات الذات والتخلص من نير الاحتلال الظالم وخط الإرهاب التكفيري الذي فقد صوابه، فراح يضرب في كل اتجاه.

رسالة أمس على رغم مأسويتها يحدونا الأمل في أن تكون درسا جديدا وإصرارا أكبر على وحدة العراقيين بخلاف ما أراد مسببو هذه الجريمة النكراء، فمازلت أتذكر وأنا أكثر إصرارا ما رأيته بأم عيني وبالقرب من جسر الأئمة في بغداد العروبة والإسلام عندما تشرفت بزيارة العراق قبل الاحتلال، ورأيت في بغداد ملحمة وحدوية، إذ التعايش المذهبي والتنوع الثقافي على رغم الاضطهاد القمعي لنظام الطاغية المقبور.

منطقتا الأعظمية والكاظمية وهما توأمان تاريخيا في قلب بغداد التاريخ يمكنهما أن يعلنا رسالة واضحة للعالم كله: "لا للإرهاب ولا للاحتلال"، وأمام هذا المشهد الإنساني الذي تقشعر له الأبدان نتمنى أن يتخندق العراقيون للاستفادة منه كمعبر صعب نحو تعزيز المسيرة الديمقراطية.

أساطيل رامسفيلد والزرقاويون يجب منعهم والتصدي لهم أكثر من أي وقت مضى لمنعهم من مواصلة أجندتهم لتفتيت العراق وإقحام أهله في حرب لن تبقي ولن تذر، وضحايا هذا العمل الإرهابي الجبان سيذكرهم التاريخ بمزيد من الفخر والاعتزاز بالذات والهوية والمقدسات في سبيل بناء عراق المؤسسات، فالقافلة تسير وركب العراق يمضي، ولكل حرية ثمن