في ظل التقدم التكنولوجي والسرعة التي تسير بها الحوادث في العالم لايزال هناك ثلاثة وجوه رسمية تعرف بها الدولة أو تساعد على التعريف بها في المحافل الدولية والإقليمية وحتى الداخلية وهي التلفزيون والراديو ووكالة الأنباء وجميعها تكون عادة تحت سيطرة الدولة وفي حمايتها ومساندتها ماديا ومعنويا خصوصا في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي لذلك لا تعاني من شحة التمويل أو إمكان وجود الكوادر المؤهلة أو الحصول على الأخبار والتقارير خصوصا فيما يتعلق بالدولة نفسها اللهم إلا القليل من الوكالات في دولنا الخليجية التي لا تعرف سوى نقل أنباء الصحف وتنتظر بفارغ الصبر وصول خبر رسمي لكي تقوم ببثه دون أدنى تركيز أو جهد من قبل العاملين في هذه الوكالة أو المسئولين عنها لتطوير أداء الكوادر والأجهزة العاملة لإبراز الصورة الصحية عن الدول ومن ضمنها البحرين التي هي في أوج الحاجة إلى الترويج أسوة بالدول التي سبقتنا في هذا المجال واقتنصت الفرصة قبلنا ونحن نحاول في الوقت الراهن اللحاق بالركب.
التغيير الاقتصادي والانفتاح السياسي في البحرين يسير بخطى حثيثة ويطال جهات وأقساما كبيرة نحو الأفضل ويشاهد ذلك واضحا في نوعية الأخبار والتقارير التي تنشرها الصحف والمجلات ولكن يبدو أن التغيير لم يصل حتى الآن إلى بعض الأجهزة الحكومية التي تعنى بإبراز وجه البحرين والتي يبدو أنها في أوج الحاجة إليها الآن حتى تواكب التقدم المطلوب خصوصا فيما يتعلق بترويج البحرين كبلد خدمات تستضيف مئات المؤسسات والمصارف الإقليمية والخارجية، ونحن نسأل هنا المسئولين عن بعض هذه الوكالات كم خبرا جديدا يتم نشره من قبل الوكالة عن الدولة ومؤسساتها في اليوم، ولماذا لاتزال الوكالة في واد والعالم في واد آخر؟ وهل العمل الذي تقوم به هذه الوكالة باللغتين العربية والإنجليزية يصل إلى الحد الأدنى المطلوب؟ أم أن الدولة عاجزة عن الاستثمار لتطوير هذا المرفق الحيوي الذي يعد واجهة حساسة ومهمة إذا أحسن استخدامها.
أحد المحررين الأجانب سألني عندما أخبرته عن نية لتأسيس مشروع إخباري بقوله: نوعية التقارير ستكون نفس نلك التي تنقلها الوكالة الرسمية؟ ولنسأل أنفسنا ما هي نوعية الأخبار التي تنقلها وكالتنا الوطنية؟ لكي نجيب على سؤال المحرر القدير.
الاستثمار في الوكالة الوطنية مهم ومهم جدا وأعتقد أن آلاف الدنانير قد تساعد على تغيير وجه البحرين كما تفعل بعض الدول الأخرى من خلال وكالتها الرسمية خصوصا ونحن نتمتع بوضع اقتصادي مزدهر في ظل نمو أسعار النفط
العدد 1087 - السبت 27 أغسطس 2005م الموافق 22 رجب 1426هـ