جميلة هي تلك الدعوات والأفكار التي ظل يرددها الزعيم الليبي معمر القذافي ونجله رئيس مؤسسة القذافي الخيرية سيف الإسلام القذافي على مسامعنا الأيام الفائتة عبر القنوات الفضائية المختلفة ما يوحي بأن تحولا مهما سيحدث في الساحة الليبية في الفترة المقبلة وخصوصا أن السلطات في طرابلس اتخذت في الشهور الماضية الكثير من الخطوات والقفزات الجبارة بهدف إحداث التطبيع مع الغرب وتجاوز مرحلة العزلة.
فبعد تخليها عن برنامجها لإنتاج الأسلحة النووية وطوي صفحات قضية لوكربي ما ساهم في رفع بعض العقوبات الدولية المفروضة عليها، قال القذافي ونجله إن ليبيا ستفرج قريبا عن 131 معتقلا إسلاميا، وطالبا بعودة المهاجرين الليبيين الذين صودرت أموالهم من قبل المحاكم الثورية مع اعترافهم بخطأ الأحكام الصادرة وإمكان النظر في إرجاع الأموال المصادرة لأصحابها.
كل ذلك جاء في ظل زيارة غير معهودة قام بها رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي ريتشارد لوغار إلى طرابلس أخيرا، ووسط توقعات بأن ترفع الولايات المتحدة اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب وصولا للتطبيع الكامل في العلاقات. ويذكر أن واشنطن عززت تمثيلها الدبلوماسي في طرابلس بعدما أنهت رسميا الحظر التجاري على ليبيا في سبتمبر/ أيلول الماضي لكنها تركت بعض العقوبات المتعلقة بالإرهاب.
من حق السلطات في ليبيا أن تسعى لتحسين صورتها وعلاقاتها مع المجتمع الدولي، لكن من حق الشعب الليبي خصوصا بعد أن أخذ النظام الحاكم في التراجع عن كل مشروعاته وأفكاره الخضراء السابقة التي جعلت ليبيا تكتسي باللون الأصفر من الصحراء إلى الساحل، أن يستعيد حريته بالكامل وأن يملك قراره في اختيار من يقوده بطريقة ديمقراطية، وعليه ألم يحن الوقت للقذافي أن يتخذ أجواء قرار في حياته، وهو الاستقالة من منصب الزعيم الأوحد، وليخوض التجربة بصورة حرة إذا أراد في ظل مناخ تعددي
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1084 - الأربعاء 24 أغسطس 2005م الموافق 19 رجب 1426هـ