يبدو أن خطبة الشيخ علي سلمان التي حاول فيها قبل أسابيع أن يسخر جماهيريته الواسعة من أجل لم الشمل تحت مرجعية سياسية ودينية واحدة ارتآها متمثلة في شخص الشيخ عيسى قاسم لم تكمل وضع النقاط على الحروف كما أريد لها، "في نظر البعض". ما أنتج عدة أسئلة حائرة لدى الكثيرين من مراقبي الشارع السياسي عن مغزى التوقيت ونوعية الطرح.
المأزق الذي يمر به الشارع البحريني إثر تفاقم الفجوة بين الحكومة والمعارضة وغلق أبواب الحوار المباشر، يجعل الناس تواقين إلى خطاب "متحرك" يحسم قضاياهم بلغة واضحة أقرب إلى الفعل من التنديد والتهديد. كما أن تفاقم اللا مركزية في القرار وتشتت التصريحات من داخل التيار العلمائي والتيار المعارض أشعرت المتتبعين بوجود فراغ قيادي يحتاج إلى ملئه بشخصية كاريزمية تحكم السيطرة على الوضع من الانفلات في أية لحظة. إن هذا ما دعا البعض إلى تفسير الخطوة التي اتخذها الشيخ علي سلمان بأنها محاولة للملمة الشتات القيادي تحت عباءة الشيخ عيسى قاسم، لأنه يمتلك الكاريزما القيادية. ولكن هل وفق سلمان في اختيار آلية طرح هذه الخطوة؟ وهل أخذ هذا الرجل - الذي طالما أدهش الكثيرين بحكمته وأدائه الخطابي - في اعتباراته التكتيكية المسألة الزمكانية، وأبعاد تزكية قيادة بهذا الحجم وتسميتها علنا، ومدى الإحراج الذي سيسببه لبعض الرموز العلمائية او الوطنية؟ وهل أعد إجابات وافية لمن سيشكك في وطنيته، وسيصمه بمداهنة أقرانه السياسيين والتأصيل إلى الطائفية؟ القراءة الأوفر حظا لخطاب سلمان هي التي رأى فيها غالبية المراقبين خطوة استباقية لاحتمال حل جمعية الوفاق إثر إقرار قانون الجمعيات السياسية، والخوف من ضياع الجهود بعد تكفيك الوفاق. غير أن النخب المثقفة "قليلة التعويل على الزعامة الدينية" مازالت تشكك في حقيقة وجود فراغ مؤسسي، وضرورة سده بكفاءة تتقن حسم الأمور في الأوضاع الحرجة
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1083 - الثلثاء 23 أغسطس 2005م الموافق 18 رجب 1426هـ