يذهل المرء من كمية الأخبار التي تصدر عن دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة ونوعيتها كل صباح ويخيل إليه أنها سيل عارم لا يتوقف وتقف وراءها حكومة قوية تساندها بحيث أصبحت التقارير هي إحدى وجبات الصحف والمجلات بل وحتى الوكالات المحلية والإقليمية في منطقة لا تستطيع العيش من غير وجود هذا المجرى لعدم وجود روافد أخرى يمكن الاعتماد عليها في تغطيتها وملء معظم الصفحات التي ربما تكون خاوية لو توقفت هذه التقارير التي تبثها وكالات معظمها أجنبية، استغلت الوضع لعدم وجود قنوات نافذة تصل إلينا جميعا وأصبحت تدر عليها أرباحا طائلة من الشركات الأجنبية التي تفد إلى المنطقة، لمشاركة أهلها تقاسم نتائج الازدهار الاقتصادي الذي تعيشه المنطقة بفعل ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية وكثافة السيولة الموجودة التي تبحث عن فرص لتوظيفها.
الكل يعلم أن الصفحات الاقتصادية في بعض صحفنا تعتمد على التقارير بغض النظر عن مصدرها وقيمتها بالنسبة إلى القارئ التي تردها من دبي، ولكن لماذا تحديدا دبي وليس أية دولة أخرى مثل البحرين التي هي المركز المالي لمنطقة الشرق الأوسط؟ وكان من المفترض أن تصدر مصدرا مهما للتقارير والأخبار الاقتصادية اليومية والأسبوعية بحيث تصدر عنها كمية لا بأس بها لتغطية النشاطات والفعاليات، ولكن يبدو أن دبي سحبت البساط ليس كمنطقة جذب لرجال الأعمال والصناعة والتجارة وإنما كنقطة أساسية في نقل الأخبار والتقارير التي تسعد برؤيتها الصحف لسد الفراغات الكثيرة التي لديها.
قد يكون وجود آلاف الشركات العالمية والإقليمية التي تنفذ مشروعات أو تبحث عنها في المنطقة هو أحد أسباب هذا الكم الهائل من التقارير، ولكن يقال - والله العالم - إن معظم التقارير التي تصدر هي ترويج لشركات ومؤسسات وتنقصها الشفافية الكاملة بعكس التقارير التي تصدر من البحرين أو الدول المجاورة التي ربما لا تتدخل فيها الحكومات بل تترك الصحافيين يروون ما يرونه صالحا للنشر وهذا ما لا يحدث في بلد المعجزات والغرائب. ولكن الأمر المتفق عليه هو عدم وجود مساندة قوية ليس فقط حكومية ولكن من القطاع الخاص كذلك لكي تحتل البحرين "كما كانت في السابق" موقعا متقدما في نقل الأخبار والتقارير على رغم الإمكانات التي تتمتع بها ومن ضمنها صحافة بارعة وصحافيون قديرون، وإلى أن يتم ذلك سنظل نعتمد على دبي في تغطيتنا اليومية وحتى نعتمد على وكالتنا الرسمية في تلقي بعض التقارير والأخبار الوثيقة بعكس ما يحدث في الوقت الحاضر
العدد 1083 - الثلثاء 23 أغسطس 2005م الموافق 18 رجب 1426هـ