العدد 1083 - الثلثاء 23 أغسطس 2005م الموافق 18 رجب 1426هـ

التلاعب بمشاعر المساكين...

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

تشهد بعض المناطق حركة غير طبيعية في بعض مؤسسات المجتمع، فرئيس الصندوق الخيري يحاول جاهدا إثبات وجوده على حساب الممثل النيابي والعضو البلدي. ولعل الضحية الأولى والأخيرة هم سكان المنطقة الذين تحولوا إلى دمية في يد هذا وذاك، فهذا الشخص يلوح بتصليح وضع القرية والارتقاء بمستوى النظافة والطرق والخدمات، وحينها يلتف حوله المساكين ليصفقوا ويقبلوا يديه، وكل ذلك على لا شيء!... وبعد سويعات، يرتقي العضو البلدي المنبر ويعلن بأن تلكم الوزارة وعدت بترميم وضعية الطرق أو الكهرباء والبيوت وغير ذلك، وعند ذلك يتحول طابور المراجعين إلى العضو البلدي ويضطر إلى الارتحال ببطارية الهاتف في كل مكان من كثرة المكالمات التي ترده وتشكره على جهوده، وكل ذلك مرة أخرى على لا شيء!

ومن ثم يأتي دور الممثل البرلماني، فبعد صلاة العصر يقف خطيبا في الجموع ويقولها علانية؛ كل شيء وكل حاجة عند أي شخص منكم عندي، وأي محتاج وأي فقير يأتي لي... حينها تبدأ الجماهير تزفه إلى عتبات المسجد، هذا يقبل يده، وذلك يشم "غترته" وهذا يلمس "بشته" وكأن الناس في فلك عظيم، وكل ذلك على لا شيء مرة أخرى، وكأنك "يا بوزيد ما غزيت" و"تيتي تيتي مثل ما رحت جيتي"!

السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا هذا التلاعب بمشاعر الناس المساكين الذين لا يعرفون إلا المشي وراء كل الوعود. والأدهى من ذلك أن هذا المثلث لايزال يؤدي الدور نفسه وكأن الناس لم يتعلموا الدرس، وباختصار وإيجاز، إن ما يحدث في بعض المناطق ليس إلا مهزلة بكل معنى الكلمة، لأن الرجل العامل والذي يبحث عن مصلحة أهالي منطقته لا يحتاج إلى أن يقول أنا فعلت أو أنا سأفعل، وسيأتي يوم يفضح فيه كل متلاعب فدوام الحال من المحال

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1083 - الثلثاء 23 أغسطس 2005م الموافق 18 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً