إذا لم تسافر في الصيف فلا تستغرب أن تسمع من يقول لك: "حتما أنت غير كويتي" وأضيف له حديثا مقياسا آخر وهو إن كنت لا تملك أسهما وتذهب إلى البورصة فأنت غير كويتي.
لذلك أصبح الذهاب إلى البورصة الكويتية في وسط مدينة الكويت هي قبلة الكويتيين سواء المتقاعدين أو الموظفين الذين يتركون أعمالهم في الدوائر الحكومية من أجل بيع أو شراء أسهم إحدى الشركات التجارية الاستثمارية أو الشركات الخدمية فإذا سألت أي كويتي يهم بدخول البورصة "شعندك في البورصة" أي ماذا تعمل هنا يرد عليك "انطق طق في البورصة" أي نشتري ونبيع. "فالطقطقة" الكويتية أما انه دخل البورصة بمليون دينار أو أنة من "الحفاي المتقاعدين" الذين باعوا جزءا من راتبهم التقاعدي وحصلوا على عشرين ألف دينار وجرى بها إلى البورصة من أجل "الطق طقه" الصباحية في شراء أسهم إحدى الشركات وخصوصا سهم "المخازن" الذي ارتفع بشكل جنوني ما سال له لعاب كل الكويتيين إلى درجة دفعت بالمواطنين الذين يحصلون على المساعدات من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بأن يقترضوا من المصارف الكويتية من أجل دخول البورصة "وإكمال مشوار الطق طقه"، ولكن بقروض المصرف أما إذا خسر فإنه كعادة الكويتيين يلجأون إلى نواب مجلس الأمة للضغط عليهم من أجل مطالبة الحكومة بتعويض خسائر هؤلاء "المواطنين الحفاي البسطاء" الذين دخلوا البورصة من أجل الكسب، ولكنهم لم يكونوا يعرفون أن هناك "هوامير" كبار سيشفطون أموال هؤلاء البسطاء الذين لا يعرفون كيف يشترون السهم ومتى يبيعون هذا السهم.
يقول أحد كبار المتعاملين في البورصة الكويتية أنه يرثي لحال هؤلاء الذين يذهبون إلى البورصة وهم لا يملكون الخبرة ومن السهل أن يقعوا ضحايا لسهم لن يرتفع أو يشترون سهما روج له من قبل البعض فيندفع هؤلاء الكويتيون البسطاء ويشترون السهم بسعر مرتفع "فيكونون شربوا المقلب" ولا يستطيعون الخلاص من السهم لأن قيمتها السوقية انخفضت وخسروا أموالهم وعليهم الانتظار حتى يرتفع السهم إلا أن هذا الأمر لا يمكن أن يحدث لأنة بيد هوامير السوق في البورصة "فهذه الهوامير الأرضية تأكل الأسماك الصغيرة".
ولذلك، فإن الكويتي في الصيف أما أن يكون ذاهبا إلى البورصة ليراقب حركة الأسهم من خلال الشاشات الإلكترونية أو أنة في لبنان حيث يصطاف، ولكن إحدى شركات الاستثمار الكويتية أقامت ديوانية كويتية في لبنان في بحمدون ووضعت فيها شاشات حتى بتابع الكويتي البورصة الكويتية وهو في المصيف.
الذهاب إلى البورصة عادة كويتية ربما قد يصل إلى مرض عصري ويقول أحد الأطباء أن البورصة الكويتية ساعدت على إصابة الكويتيين بارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وتجد في جيب الكويتي "البورصجي" حبة ضغط وحبة سكر وسكرين لشرب الشاي
العدد 1072 - الجمعة 12 أغسطس 2005م الموافق 07 رجب 1426هـ