كنت من أكثر الناس المتحمسين قبل اللقاء الصحافي الذي أجرته "الوسط" مع مدرب منتخب البحرين الوطني لكرة القدم لوكا في أن نلعب مع منتخب كوريا الشمالية بالفريق الرديف، وألا نعطي نتيجة المباراة أهمية كبرى لمعرفتنا المسبقة بأن نتيجة المباراة لن تغير من حصول منتخبنا على المركز الثالث، وتأهله للعب في الدور الثالث "الملحق" وقد بنيت ذلك بسبب حصول 11 لاعبا من لاعبي المنتخب على البطاقة الصفراء التي تعرض أي واحد منهم للإيقاف وعدم المشاركة في الملحق "وهو الأهم"، علما بأن اللاعبين "المنذرين" يمثلون المجموعة الأساسية للمنتخب الوطني.

ولكن في الحديث مع لوكا أقنعني بأسلوب صحيح أهمية هذه المباراة... وليست أهمية نتيجتها، فالمدرب - بحسب وجهة نظره الفنية - يجد أن منتخب البحرين قد قطع شوطا جيدا من الإعداد البدني والفني بدأه في معسكر فرنسا، ثم أكمله في البحرين بلقاءات تجريبية جيدة... وصل فيه اللاعبون إلى مرحلة عالية أصبحوا فيها قادرين على تنفيذ خططه وأفكاره، وأصبحوا جاهزين لتقديم مباريات رفيعة المستوى وصولا إلى مباريات الملحق بعد أن يلعبوا مباراة قوية أمام كوريا تكون في مستوى الطموح وقادرة على أن تكشف عيوب الفريق. لذلك فإن اللعب بالفريق الرديف لن يخدم فكر المدرب ولن يعطي للاعبين فرصة اللعب مباراة قوية يكتشفون فيه أخطاءهم... وكما أن المنتخب سيكون معرضا لهزيمة ثقيلة قد تؤثر على معنويات اللاعبين ويجعل المنتخب يحمل نتيجة "سوداء" على يد المدرب لوكا.

لذلك - أقول - إن هذه القناعة لم تكن تأتي لولا أن كان لي لقاء مطول مع المدرب... لذلك فإن العمل الصحافي لا يقوم على "الفهلوة" أو على الضرب تحت الحزام وشتم الناس العاملين في المجال الرياضي. بل يقوم على العمل والاجتهاد واحترام وجهات نظر الآخرين