تحدث مرزوق مع صاحبه حول خبر قيام مجموعة من العوائل البحرينية بالتظاهر أمام وزارة الإسكان، ومن ثم افتراش الأرض داخل الوزارة لتناول وجبة الغداء...
مرزوق: هل تعتقد أن تطوير المظاهرات لتشتمل على وجبة «المكبوس» سيساعد على تنشيط الديمقراطية؟
صديق مرزوق: بالتأكيد، فالمكبوس يعبر عن اصالة شعب البحرين، ولذلك فإن تضمين المظاهرات هذه الوجبة اللذيذة سيحفز الجميع نحو التوجه الديمقراطي والسلمي للمطالبة بالحقوق.
مرزوق: ماذا تقصد؟
صديق مرزوق: الفكرة هي أن الإنسان يستطيع أن «يقابل جيش» ولكنه لا يستطيع الصبر عند «مشاهدة العيش»...
مرزوق: تقصد أن مشاهدة العيش ستخفف من حدة المواجهات؟
صديق مرزوق: هذا واضح فلو قارنت بين اعتصام العوائل المطالبة بحقوقها السكنية مع اعتصام العاطلين عن العمل ستجد أن المطالبين بالسكن كانوا أهدأ، وهذا لأنهم خططوا لتضمين المكبوس في اعتصامهم، بينما اكتفى الباحثون عن عمل بالخبز فقط...
مرزوق: إذاً، ماذا تود قوله؟
صديق مرزوق: ينبغي أن نتعلم من تجاربنا، ويمكن لمظاهرات المطالبين بالأعمال أن يستبدلوا الخبز الذي يرفعونه بوجبة المكبوس، وستخف حدة المواجهات مع الشرطة... كما أن الشرطة يمكنهم أن يتشاركوا في الأكل، وبذلك يتعزز مفهوم التضامن والشراكة بين الشرطة والمجتمع... لأن الذين بينهم «عيش وملح» يتعايشون بسلام...
مرزوق: ولكن من سيزود الباحثين عن عمل بالمكبوس؟ فالعوائل الباحثة عن سكن لديها «مكبوس» ولكن ليس لديها منازل تكفيهم... اما الباحثون عن عمل فإن الخبز يعبر عن رمزية المطلب...
صديق مرزوق: هناك جمعية جديدة تسعى لاشهار نفسها باسم «جمعية محبي وجبة المكبوس البحرينية»، وهذه الجمعية على استعداد لأن توفر المكبوس لأي مجموعة تود الاعتصام.
مرزوق: ولكن ألا يكلفها هذا كثيراً؟
صديق مرزوق: الجمعية الجديدة لديها فكرة وهي أن تحصل على تبرعات من معهد التنمية السياسية من أجل مساعدة المواطنين في التعبير عن رأيهم. وقد تعهد أحد الذين يودون استلام قيادة المعهد بتوفير كل وجبات «المكبوس» للجمعية شريطة أن تقوم الجمعية باقناع المعتصمين برفع صورته أو المطالبة بأن يمثلهم رسمياً للدفاع عنهم لكي تصعد اسهمه السياسية.
مرزوق: مصيبة!
صديق مرزوق: ولماذا مصيبة؟
مرزوق: لأن ذكر اسم الشخص يهيض الروح، وبالتالي فإن المتظاهرين سيكون عليهم «مقابلة جيش» أفضل من «مشاهدة العيش»
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 1071 - الخميس 11 أغسطس 2005م الموافق 06 رجب 1426هـ